سيكون لقاء يوفنتوس ونابولي المقرر اليوم الأربعاء في منافسات الكالتشيو، مهماً للغاية، باعتبار أنّها المرّة الأولى، التي تدور مباراة الذهاب، بعد إقامة مقابلة الإيّاب، وكان هذا اللقاء مبرمجاً في أكتوبر/ تشرين الأول، لكن تفشي فيروس كورونا في نابولي دفع السلطات إلى منع الفريق من مغادرة المدينة، وبعد أن أقرّت الرابطة الإيطالية هزيمة نابولي جزائياً، فقد تمّ تعديل القرار من قبل اللجنة الأولمبية وبالتالي إعادة اللقاء.
وبعد مواسم، كان خلالها الحصول على "السكوديتو" محور لقاء يوفنتوس ونابولي، فإن المباراة التي ستجمع الفريقين يوم الأربعاء، سيكون محورها التأهل إلى دوري الأبطال الموسم القادم بما أن الفريقين في المركز الرابع برصيد 56 نقطة لكلّ فريق منهما، على بعد 12 نقطة من إنتر ميلانو الذي يقود الترتيب وعلى بعد 5 نقاط من روما سابع الترتيب.
ولم تكن نتائج الفريقين منتظمة في الأسابيع الأخيرة، ولكن نابولي كان في موقف أفضل بعد أن عاد من بعيد واستعاد الأمل في التأهل إلى دوري الأبطال رغم مشاكله الدفاعية التي تأكدت خلال المباراة الأخيرة ضد كروتوني (4ـ3) ومنذ عودة البلجيكي ميرتينز، وتحسّن مردود النيجيري أوسيمان أصبح الفريق في موقف أفضل بكثير.
أمّا يوفنتوس فإن نتائجه كانت مخيبة للآمال، وخاصة بعد التعادل في "الديربي" مع تورينو وقبلها الهزائم ضد أندية أسفل الترتيب.
ويعاني يوفنتوس من مشاكل بسبب الإصابات أساساً حيث سيكون من جديد محروماً من عناصر مهمة في الدفاع ضد نابولي، ولكن أداء الفريق سجل تراجعاً على جميع المستويات، ولم يعد رفاق رونالدو قادرين على منافسة بقية الفرق.
ويواجه الفريقان خطر الغياب عن المسابقة الأوروبية الأهم، فإضافة إلى هروب الإنتر في الصدارة، فإن المراكز المؤهلة إلى دوري الأبطال محلّ تنافس من أتالاتنا الذي افتك المركز الثالث وميلان الوصيف، ولاتسيو وروما كذلك، وهذه الفرق متقاربة في الترتيب وبالتالي فإن الغياب عن النسخة القادمة ممكن خاصة بالنسبة إلى المنهزم.
أمّا المحور الثاني في هذه المباراة، فيتعلق بمصير المدربين، فبعد الصداقة القوية التي جمعتهما في نادي ميلان ومنتخب إيطاليا، فإن بيرلو وغاتوزو يتواجهان اليوم، وكل واحد منهما يعلم أن انتصاره قد يبعد الثاني عن خطته.
وخسر يوفنتوس هيبته هذا الموسم مع المدرب أندريا بيرلو وهزائم الفريق الكثيرة تؤكد هذا المعطى، وبعد أن كان الفريق يسيطر على الكالتشيو في هذا المستوى من المسابقة أصبح الآن ينافس من أجل التأهل إلى دوري الأبطال، ولهذا فإن بيرلو سيكون مجبرا على إعادة الفريق إلى سكة الانتصارات. فرغم تأكيد إدارة النادي ثقتها فيه إلا أن الوضع قد يختلف في حالة الانقياد إلى هزيمة جديدة.
من جانبه، فإن غاتوزو عاش وضعيات صعبة طوال الموسم وكان دائما مهدّدا بالإقالة من منصبه، ولكنّه يجد الحلّ في الأوقات الصعبة وخاصة عندما فاز على يوفنتوس منذ فترة قصيرة، إلى جانب تألق فريقه في مواعيد كبرى أخرى ضد ميلان أو روما وبالتالي تأجلت إقالة غاتوزو ولكن عدم التأهل إلى دوري الأبطال سيجعله يدفع الثمن.
كلّ هذه المعطيات تجعل المبارة شديدة الأهمية إلى الفريقين، إلى جانب التنافس التاريخي بين الفريقين على مرّ السنوات، خاصة خلال الأعوام الأخيرة التي كان خلالها نابولي الدابة السوداء ليوفنتوس في الدوري عندما انتصر عليه 5 مرات وهو أكثر فريق فاز على "السيدة العجوز" منذ بداية هيمنتها على الكالتشيو.