وديع الجريء لـ"العربي الجديد": قطر وبرشلونة أول المهنئين بتأهلنا للمونديال

مثير للجدل لكنه يكسب كل معاركه ويحقق الإنجازات لكرة القدم التونسية، وكان آخرها تأهل نسور قرطاج إلى المونديال الروسي بعد غياب تواصل على امتداد دورتين متتاليتين. هو وديع الجريء، رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم الذي يفتح قلبه لـ"العربي الجديد" ويجيب عن أكثر من سؤال حول المنتخب التونسي ما تحقق له وما ينتظره في الفترة المقبلة.

مرت أيام قليلة على تأهل المنتخب التونسي للمونديال .. ما هي أسرار هذا التأهل؟
إنه توفيق من عند الله فنحن لا ندعي بطولة. حاولنا كإطار إداري الإلمام بكل صغيرة وكبيرة من أجل توفير عوامل النجاح للمنتخب. وكانت الكلمة الفصل لجاهزية اللاعبين زمن اللقاء وللاختيارات التكتيكية للمدرب. ولا بد من التنويه بما يتمتع به المنتخب التونسي من خبرات جيدة على المستوى الإداري والطبي والفني.

متى أدركت أن تونس ستكون حاضرة في المونديال الروسي القادم؟
بكل صراحة منذ نهائيات الأمم الأفريقية في الغابون أول هذه السنة، أدركت أن المنتخب التونسي وبعد الأداء الجيد والمميز في الدور الأول من البطولة وخاصة في مباراتي السنغال والجزائر والفوز الساحق على زيمبابوي سيكون قادرا على التأهل إلى المونديال الروسي. المنتخب التونسي بات يتقدم على منافسيه منذ سنة 2015، عندما ترشح الأول عن مجموعة فيها السنغال والجزائر. وأنا شخصيا أصبحت مؤمنا بأن لدينا في تونس مجموعة من اللاعبين قادرة على تحقق نجاحات غابت عن كرة القدم التونسية.

قرار إقالة الفني الفرنسي هنري كاسبرجاك من تدريب المنتخب والذي انطلق في التصفيات المونديالية بانتصارين كان من بين القرارات الصعبة. ما الذي دفعكم إلى اتخاذه؟
اليوم نقر، وهذه حقيقة، أن المدرب كاسبرجاك ساهم في تأهل تونس إلى كأس العالم، لكن التغيير كان لا بد منه. أنا أحترم جدا كاسبرجاك لأنه مدرب محترف وعلى غاية من حسن الأخلاق، قرار التغيير ليس شيئا خارقا وإنما الاختيار على من سيكون البديل هوالأمر المهم لأنه سيحمل تبعات سلفه، وسيكون سقف مطالب النجاح معه مرتفعا جدا. وجاء قرار الإقالة بعد تقييم شامل للمرحلة التي قاد خلالها هذا الفني المنتخب، وباتت القناعة ثابتة بأن كاسبرجاك لم يعد بإمكانه المسك بزمام المنتخب في مرحلة دقيقة قد تدفع المنتخب نحو منزلق سيئ العواقب. لم أساير التيار ومارست قناعتي بأن المدرب كاسبرجاك لم يعد رجل المرحلة، ويجب الإقدام على التغيير لأنه من أفضل أن تغير وأنت منتصر لا أن تنتظر حتى تأتي الكارثة ثم تكون مجبرا على التغيير.

ما هو سبب تفضيلك لنبيل معلول لقيادة المنتخب التونسي في هذه المرحلة والمدرسة التونسية تحديدا؟
الحقيقة أنا مقتنع جدا بالقيمة الفنية لنبيل معلول وبشخصيته وقدرته على قيادة المجموعة دون أن ننسى مشواره الطويل والمؤثر كلاعب دولي وقائد سابق، كما إن قناعتي ثابتة بأن التجربة الأولى لنبيل معلول لم تكن كارثية، وأن معلول ما يزال قادرا على ما هو أفضل. نبيل معلول كان الأفضل لهذه المرحلة والمدرسة التونسية كانت ضرورة من أجل النجاح في المهمة، خاصة أن أغلب مكونات المنتخب من اللاعبين المحليين، وبالتالي المدرب المحلي هو المؤهل للعمل والنجاح المرجو.

أن يكون نبيل معلول المدرب المحلي الوحيد من المدربين الخمسة الذين قادوا المنتخبات الأفريقية المتأهلة إلى المونديال ماذا تسميه؟
هذا يحصل وتونس أيضا هلي الآن المنتخب الأول عربيا وأفريقيا وآسيويا، ولنا الدوري التونسي، وهو الأول على مستوى ترتيب أفضل الدوريات الأفريقية. والمنتخب التونسي هو الوحيد الذي يضم ما يناهز الثمانين بالمئة من لاعبيه من الدوري المحلي. ولا أنسى التأكيد على تقديرنا الكامل لكل المجهود الذي قدمه المحترفون في الخارج فهم أيضا كانوا مثاليين وأعطوا الكثير. هذا بالمختصر المفيد امتياز تونسي.

المباراة الحاسمة قبل ضمان التأهل إلى المونديال اختلفت التقييمات بين من كان يريد مباراة استعراضية ويحقق انتصارا كبيرا، وبين من يريد ضمان التأهل حتى ولوكان بنتيجة التعادل، أنت أين كنت تقف؟
كان المطلب الرئيسي عندما تعرفنا على قرعة تصفيات المونديال هو ضمان التأهل، وليس تقديم مردود متميز في المباراة الأخيرة أمام المنتخب الليبي. ثم وصولنا إلى مرحلة أن التعادل كان يكفي في المباراة الأخيرة جاء بعد سلسلة من النجاحات التي لولاها ما كان لنا هذا الامتياز. لقد خضنا المباراة من أجل تحقيق هدف التأهل وكان من المحبذ أن نحقق الهدف بأداء جيد. أعتقد أن المباراة لم تكن للفرجة بل كانت لتحقيق هدف أكبر وهو التأهل.

يوسف المساكني مايسترو المنتخب التونسي، ما هو تقييمك لمسيرته في الدوري القطري؟
أنا أحترم كثيرا الدوري القطري، والذي شكل نقطة انطلاق جديدة للموهوب يوسف المساكني، لكن الجميع مقتنع حتى الأشقاء القطريين بأن يوسف مكانه في دوري آخر، وقد ينجح في واحد من أقوى الدوريات الأوروبية.

هل ننتظر مصالحة بين كامل عائلة كرة القدم التونسية وإذابة جليد الخلافات بعد التأهل إلى المونديال؟
أنا لست على خلاف مع أحد، والدليل أن نسبة التصويت على اختياراتنا من قبل عائلة كرة القدم في الجمعيات العمومية تصل إلى تسعين بالمائة، بعض القرارات التي قد تكون حادة ضد بعض الأشخاص في تونس والحمد الله لنا استقلالية في القضاء يمكن اللجوء إليها طلبا لإنصاف ما. لم نعاد أحدا لم نسع لعرقلة أحد وأيادينا تبقى دائما مفتوحة لكل مكونات عائلة كرة القدم التونسية. لكن لتكون الأمور واضحة، التأهل للمونديال لا يعني إلغاء قرارات سابقة.

من أين أتتكم التهاني بالتأهل إلى المونديال؟
أول باقة ورد وتهنئة رسمية وصلت إلى مكتبي في مقر الاتحاد التونسي كانت من سفير قطر في تونس ثم سفير الكويت وصولا إلى كل السفراء العرب في تونس. ولا أنسى الاتحادات العربية والآسيوية والأفريقية لكرة القدم على برقيات التهنئة.

على ذكر التهاني هناك حديث عن تهنئة خاصة من فريق برشلونة؟
فعلا فريق برشلونة وجه لنا تهنئة خاصة وباللغة العربية، ونحن شكرناهم باللغة الإسبانية. لقد كانوا فعلا سباقين في تهنئتنا ونحن ممتنون لهذه الحركة النبيلة.

على صعيد الفرق هل برشلونة هو الوحيد الذي تقدم بالتهنئة؟
طبعا لا فقد وصلتنا رسالة التهنئة والاتصال الهاتفي من الأخ والصديق ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان الفرنسي. أيضا وصلتنا التهاني من عديد الفرق العربية.

كيف ستكون التحضيرات للمونديال المقبل؟
سيكون الجزء الأول من التحضيرات مع اللاعبين المحليين في نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) وبداية شهر يناير (كانون الثاني) المقبلين. اليوم لنا مقترحان خارج تونس الأول في قطر والثاني في المغرب. ثم سوف نسعى إلى برمجة مباراتين وديتين من طراز عال مع منتخبين من بين المنتخبات المتأهلة إلى كاس العالم خلال شهر مارس/آذار. أما في شهر مايو في فترة التحضيرات المباشرة لدينا عديد المقترحات من بينها سويسرا وفرنسا وروسيا والمغرب وربما أيضا قد نبقى في تونس. عموما سوف ننهي برنامج التحضيرات مباشرة بعد التعرف على قرعة المونديال.

وسام بن يدر لاعب إشبيلية الإسباني كان حديث التونسيين في كل مرة يقرب فيه موعد من مواعيد المنتخب التونسية، لكنكم أغلقتم الباب نهائيا في وجهه. لماذا؟
لأن من ليس له حب لهذا البلاد ولا يشعر بالانتماء إليها والرغبة في الدفاع عن ألوانها ورايتها غير مرحب به في المنتخب ومرفوض، لكنه مرحب به في البلاد لأن الأرض للجميع إذا أراد أن يزور أرض أجداده فتلك حريته الخاصة ولا نتدخل فيما لا يعنينا.

بالمقابل أنتم بصدد التفاوض مع لاعبين من أصول تونسية لضمهم. من نجد في هذه القائمة؟
عديد الأسماء في قائمة التفاوض والاتصالات المتقدمة جدا معهم. منهم سيف الدين الخاوي لاعب تروا الفرنسي متوسط ميدان هجومي ومعز حسان حارس مرمى شاترو الفرنسي وراني خضيرة متوسط ميدان نادي اغوسبروغ الألماني وإلياس السخيري متوسط ميدان مونبلييه الفرنسي.وهناك اسمان آخران نتحفظ الآن عن ذكر اسميهما في انتظار مزيد التقدم معهما في المفاوضات.

كانت علاقتك متوترة جدا مع الرئيس السابق للكاف، كيف هي الآن مع الرئيس الجديد أحمد؟
(أجاب ضاحكا) العلاقة مع أحمد الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي متميزة جدا ومع عيسى حياتو كانت متوترة جدا. في الفترة الأخيرة من حكم عيسى حياتو تضررت كثيرا مصالح الفرق والمنتخبات التونسية، بالرغم من كل المجهود الذي بذله طارق بوشماوي عضو تونس في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، غير أن قوة لوبي عيسى حياتو كانت مؤثرة جدا وأضرت أحيانا كثيرا بحقوق تونس.

الحكام الأجانب ممنوعون في الدوري التونسي، لماذا؟
هذا موقف قطعي نهائي ولا تراجع عنه لأنه من بين اقوى الأسباب التي جعلت الفيفا لا تستدعي حكاما تونسيين لإدارة مختلف بطولاتها هو أن الحكم التونسي كان لا يدير المواجهات القوية محليا التي تسند في كل مرة الى حكام أجانب. لهذا فإن منع الحكام الأجانب من إدارة المباريات المحلية موقف قطعي لا حياد عنه لأن ثقتي كبيرة في الحكام التونسيين.

ما هي أسباب خلافك مع الحكم الدولي السابق ناجي الجويني ؟
هو من له خلاف معي ولست أنا على خلاف معه.ناجي الجويني يشتغل خارج تونس ولا يمكنه أن يسير أو يضع يده على التحكيم في تونس. أنا كنت اقترحت عليه منذ زمن خدمة التحكيم التونسي في مواقع متقدمة هنا في تونس.

وهل ما تزال هذه الدعوة قائمة ؟
لا لم تعد قائمة هذه الدعوة.

وجود طارق بوشماوي في الكاف و في الفيفا ماذا قدم وكيف استفادت منه تونس؟
طارق بوشماوي أخ عزيز وصديق وشكري له لا يعني شيئا أمام الإشادة بما يقوم به وكفاءته من الأجانب في هياكل فيفا والاتحاد الإفريقي لكرة القدم.نحن نتعاون مع بعض بشكل قوي وننسق بما ينفع منتخباتنا وأنديتنا ولم نجد منه إلا الدعم والمساندة.