يصفُ الصحافي ستيفن فراي لقاءهُ عام 2013 مع جايير بولسونارو، عضو الكونغرس البرازيلي الذي بات رئيساً للبلاد، بأنه عاشَ واحدةً من أكثر المقابلات خوفاً وتوتراً خلال حياته.
منذ ذلك الحين صعدَ نجم كابتن الجيش السابق سياسياً، وأصبحت آراؤه تصلُ للعالم بأسره بشكلٍ أكبر، هاجم الاشتراكية والشيوعية والشعبوية وانتقد اليسار أيضاً، وهو المعروفُ بأنه يميني متطرف إلى أبعد الحدود.
حتى اللحظة كلّ ما ذكرناه سابقاً لا علاقة له بالرياضة أو كرة القدم، فهذا الرجل العسكري بامتياز، والذي يخشاه كثرٌ في البرازيل، كان قد هاجم العديد من القضايا العامة، فقد ذُكر عنه أنه يُفضل موت ابنه في حادثٍ بدلاً من أن يكون مثلياً، وقيل أيضاً إنه أخبر زميله في الكونغرس بأن إحدى الفتيات لم تكن تستحق الاغتصاب لأنها كانت قبيحةً جداً.
من المؤكد أن الرئيس المتطرف الجديد استطاع خلال الفترة الماضية اجتياز العديد من الصعاب في بلدٍ تنهشه الأزمات الاقتصادية والفساد، ما أفقد الناس الثقة في الحكومات المتعاقبة التي فشلت في السيطرة على وباء العنف في جميع أنحاء البلاد، وساهمت ربما في تشجيع الغوغاء.
اتبع بولسونارو استراتيجية الأخبار الوهمية المستوحاة من ستيف بانون (عمل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب) على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما زاد الهستيريا على خصمه فيرناندو حدّاد، مرشح حزب العمال، وما عزز فرص نجاحه في الدورة الثانية رغم وجهات نظره المتطرفة حول النساء والمثليين جنسياً والأقليات العرقية، تلقيه دعماً من بعض أشهر لاعبي كرة القدم والرياضة في البلاد.
يقول إيوان مارشال، المؤلف المشارك في كتاب "A to zico: A Alphabet of Brazilian football"، إن هياكل الطرفين متشابهة إلى حدٍ كبير، وكثيراً ما يستخدم السياسيون الأندية كنقطة انطلاق للنجاح في حملاتهم ومشاريعهم السياسية.
يحظى بولسونارو بتأييدٍ واسع من الجالية الإنجيلية الكبيرة في البرازيل، والتي كان نجم ميلان وريال مدريد السابق ولاعب منتخب السيليساو، ريكاردو كاكا، منتمياً إليها، وهو الذي عُرف بقميصه الشهير "أنا أنتمي إلى يسوع" بعد مونديال 2002، مع العلم أنه كان قد التقى السياسي المؤيد للتعذيب في وقتٍ سابق من هذا العام.
الإنجيلي الآخر، فيليبي ميلو، الذي يلعب حالياً مع نادي بالميراس، دائماً ما كان مثيراً للجدل في أرض الملعب من خلال بعض التدخلات العنيفة في بعض الأحيان، لكن في فترة سابقة، نقلها إلى أفاقٍ جديدة، حين خصص هدفه ضد فريق باهيا في 16 سبتمبر/ أيلول لبولسونارو "إلى الله والعائلة والرئيس المستقبلي".
في السنوات الأخيرة كان هناك "نأي بالنفس عن السياسة بعالم كرة القدم". وفقاً لمارشال، معظم لاعبي كرة القدم يميلون نحو اليمين، عندما يدخلون النخبة المالية، فيصبحون أكثر اهتماماً بالضرائب والأمن أكثر من القلق على الطبقة العاملة، ونجم توتنهام، لوكاس مورا، أحد أشهر اللاعبين الحاليين المهتمين بذلك.
ولعلّ الأمر الأكثر إثارة للدهشة رغم تصريحات بولسونارو، هو دعم نجم برشلونة رونالدينيو له من خلال صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى أنه عقد لقاءً معه وتم تصويره حاملاً كتابه. صورة الساحر البرازيلي مرتدياً الرقم 17 ولدت أكثر من مليوني حالة إعجاب بالمنشور وأكثر من 100.000 تعليق.
أسطورة أخرى من برشلونة والبرازيل والذي شارك رونالدينيو بتحقيق لقب كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، أي ريفالدو، الذي نشأ في منطقة فقيرة في مدينة ريسيفي في شمال شرق البلاد، نشر قبل الانتخابات رقم 17 على حسابه في إنستغرام، في إشارة إلى دعمه الخالص لبولسونارو وهو المرشح رقم 17 في الانتخابات.
وتشير التقارير إلى أن نادي برشلونة نأى بنفسه عن النجمين السابقين، اللذين كانا يلعبان في جولة خاصة "بأساطير برشلونة".
ويُمكن رؤية دعم بولسونارو أيضاً على الأرض من خلال مشجعي كرة القدم، إذ أظهرت مقاطع فيديو مصورة الشهر الماضي مجموعة من فريق أتلتيكو مينيرو، هتفوا خلالها ضد المثليين لدعم مرشح اليمين المتطرف.
عن هذا الأمر، يقول أرماندو، وهو مشجع لأتلتيكو مينيرو يبلغ من العمر 36 عاماً، من مدينة بيلو هوريزونتي: "شعرت بخيبة أملٍ كبيرة عندما رأيت ذلك، من المفترض أن نكون فريقاً متنوعاً وللجميع".
لا يقتصر الأمر على النجوم السابقين الذين ذكرناهم، فقائد المنتخب البرازيلي الذي حمل لقب كأس العالم 2002، كافو، أعلن في وقتٍ مبكر تأييده لبولسونارو، على غرار الحارس السابق كذلك كلاوديو تافاريرل، وكارلوس ألبرتو توريس (بورتو)، وبعض اللاعبين الشبان الحاليين مثل لوكاس باكيتا الذي سينتقل لميلان قريباً.
ويتجاوز الأمر لاعبي كرة القدم بل يمتد أيضاً إلى نجوم في الرياضات الأخرى، على غرار والاس وماوريسيو دي سواز من فريق الكرة الطائرة البرازيلي، إضافة لنيني هيلاريو لاعب كرة السلة في الدوري الأميركي للمحترفين "NBA"، ونجم كرة الصالات فالكاو، ولعلّ الأمر الأكثر غرابة هو قيام الكرواتي لوكا مودريتش، أفضل لاعب في العالم، بوضع إعجاب على صورة الرئيس.
في النهاية ورغم تعرض بعض اللاعبين لانتقادات من قبل محبيهم على دعم بولسونارو وخسارة المتابعين لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بقي معظمهم في حالة دفاعٍ عنه، فلوكاس مورا ردّ في إحدى المناسبات على منتقديه في تويتر: "إذا كان بولسونارو عنصرياً حقاً فسيكون في السجن، أنت تتهمه بلا مبرر، ماذا تريد أن تفعل مع قطّاع الطُرق، إنه لا يُشجع على العنف، ولكن العدالة، وأن أولئك يخافون من الشرطة، ولكن إذ كان لديكم حلّ أفضل فهاتوه".
اقــرأ أيضاً
فإذاً كسب بولسونارو دعم الرياضيين البرازيليين خلال الفترة الماضية ووصل لهدفه، وأكد هذا الأمر للجميع أن الرياضة باتت أداة مهمة في عالم السياسة، وتؤثر بشكل كبير على آراء الناس.
منذ ذلك الحين صعدَ نجم كابتن الجيش السابق سياسياً، وأصبحت آراؤه تصلُ للعالم بأسره بشكلٍ أكبر، هاجم الاشتراكية والشيوعية والشعبوية وانتقد اليسار أيضاً، وهو المعروفُ بأنه يميني متطرف إلى أبعد الحدود.
حتى اللحظة كلّ ما ذكرناه سابقاً لا علاقة له بالرياضة أو كرة القدم، فهذا الرجل العسكري بامتياز، والذي يخشاه كثرٌ في البرازيل، كان قد هاجم العديد من القضايا العامة، فقد ذُكر عنه أنه يُفضل موت ابنه في حادثٍ بدلاً من أن يكون مثلياً، وقيل أيضاً إنه أخبر زميله في الكونغرس بأن إحدى الفتيات لم تكن تستحق الاغتصاب لأنها كانت قبيحةً جداً.
من المؤكد أن الرئيس المتطرف الجديد استطاع خلال الفترة الماضية اجتياز العديد من الصعاب في بلدٍ تنهشه الأزمات الاقتصادية والفساد، ما أفقد الناس الثقة في الحكومات المتعاقبة التي فشلت في السيطرة على وباء العنف في جميع أنحاء البلاد، وساهمت ربما في تشجيع الغوغاء.
اتبع بولسونارو استراتيجية الأخبار الوهمية المستوحاة من ستيف بانون (عمل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب) على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما زاد الهستيريا على خصمه فيرناندو حدّاد، مرشح حزب العمال، وما عزز فرص نجاحه في الدورة الثانية رغم وجهات نظره المتطرفة حول النساء والمثليين جنسياً والأقليات العرقية، تلقيه دعماً من بعض أشهر لاعبي كرة القدم والرياضة في البلاد.
يقول إيوان مارشال، المؤلف المشارك في كتاب "A to zico: A Alphabet of Brazilian football"، إن هياكل الطرفين متشابهة إلى حدٍ كبير، وكثيراً ما يستخدم السياسيون الأندية كنقطة انطلاق للنجاح في حملاتهم ومشاريعهم السياسية.
يحظى بولسونارو بتأييدٍ واسع من الجالية الإنجيلية الكبيرة في البرازيل، والتي كان نجم ميلان وريال مدريد السابق ولاعب منتخب السيليساو، ريكاردو كاكا، منتمياً إليها، وهو الذي عُرف بقميصه الشهير "أنا أنتمي إلى يسوع" بعد مونديال 2002، مع العلم أنه كان قد التقى السياسي المؤيد للتعذيب في وقتٍ سابق من هذا العام.
الإنجيلي الآخر، فيليبي ميلو، الذي يلعب حالياً مع نادي بالميراس، دائماً ما كان مثيراً للجدل في أرض الملعب من خلال بعض التدخلات العنيفة في بعض الأحيان، لكن في فترة سابقة، نقلها إلى أفاقٍ جديدة، حين خصص هدفه ضد فريق باهيا في 16 سبتمبر/ أيلول لبولسونارو "إلى الله والعائلة والرئيس المستقبلي".
في السنوات الأخيرة كان هناك "نأي بالنفس عن السياسة بعالم كرة القدم". وفقاً لمارشال، معظم لاعبي كرة القدم يميلون نحو اليمين، عندما يدخلون النخبة المالية، فيصبحون أكثر اهتماماً بالضرائب والأمن أكثر من القلق على الطبقة العاملة، ونجم توتنهام، لوكاس مورا، أحد أشهر اللاعبين الحاليين المهتمين بذلك.
ولعلّ الأمر الأكثر إثارة للدهشة رغم تصريحات بولسونارو، هو دعم نجم برشلونة رونالدينيو له من خلال صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى أنه عقد لقاءً معه وتم تصويره حاملاً كتابه. صورة الساحر البرازيلي مرتدياً الرقم 17 ولدت أكثر من مليوني حالة إعجاب بالمنشور وأكثر من 100.000 تعليق.
أسطورة أخرى من برشلونة والبرازيل والذي شارك رونالدينيو بتحقيق لقب كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، أي ريفالدو، الذي نشأ في منطقة فقيرة في مدينة ريسيفي في شمال شرق البلاد، نشر قبل الانتخابات رقم 17 على حسابه في إنستغرام، في إشارة إلى دعمه الخالص لبولسونارو وهو المرشح رقم 17 في الانتخابات.
وتشير التقارير إلى أن نادي برشلونة نأى بنفسه عن النجمين السابقين، اللذين كانا يلعبان في جولة خاصة "بأساطير برشلونة".
ويُمكن رؤية دعم بولسونارو أيضاً على الأرض من خلال مشجعي كرة القدم، إذ أظهرت مقاطع فيديو مصورة الشهر الماضي مجموعة من فريق أتلتيكو مينيرو، هتفوا خلالها ضد المثليين لدعم مرشح اليمين المتطرف.
Instagram Post |
عن هذا الأمر، يقول أرماندو، وهو مشجع لأتلتيكو مينيرو يبلغ من العمر 36 عاماً، من مدينة بيلو هوريزونتي: "شعرت بخيبة أملٍ كبيرة عندما رأيت ذلك، من المفترض أن نكون فريقاً متنوعاً وللجميع".
لا يقتصر الأمر على النجوم السابقين الذين ذكرناهم، فقائد المنتخب البرازيلي الذي حمل لقب كأس العالم 2002، كافو، أعلن في وقتٍ مبكر تأييده لبولسونارو، على غرار الحارس السابق كذلك كلاوديو تافاريرل، وكارلوس ألبرتو توريس (بورتو)، وبعض اللاعبين الشبان الحاليين مثل لوكاس باكيتا الذي سينتقل لميلان قريباً.
ويتجاوز الأمر لاعبي كرة القدم بل يمتد أيضاً إلى نجوم في الرياضات الأخرى، على غرار والاس وماوريسيو دي سواز من فريق الكرة الطائرة البرازيلي، إضافة لنيني هيلاريو لاعب كرة السلة في الدوري الأميركي للمحترفين "NBA"، ونجم كرة الصالات فالكاو، ولعلّ الأمر الأكثر غرابة هو قيام الكرواتي لوكا مودريتش، أفضل لاعب في العالم، بوضع إعجاب على صورة الرئيس.
Instagram Post |
في النهاية ورغم تعرض بعض اللاعبين لانتقادات من قبل محبيهم على دعم بولسونارو وخسارة المتابعين لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بقي معظمهم في حالة دفاعٍ عنه، فلوكاس مورا ردّ في إحدى المناسبات على منتقديه في تويتر: "إذا كان بولسونارو عنصرياً حقاً فسيكون في السجن، أنت تتهمه بلا مبرر، ماذا تريد أن تفعل مع قطّاع الطُرق، إنه لا يُشجع على العنف، ولكن العدالة، وأن أولئك يخافون من الشرطة، ولكن إذ كان لديكم حلّ أفضل فهاتوه".
فإذاً كسب بولسونارو دعم الرياضيين البرازيليين خلال الفترة الماضية ووصل لهدفه، وأكد هذا الأمر للجميع أن الرياضة باتت أداة مهمة في عالم السياسة، وتؤثر بشكل كبير على آراء الناس.