ما هذا الرُعب يا ميسي!

لا يرتبط الخوف بأنّ ميسي خرج مُصاباً مرة جديدة، فهذا أمر عادي حدث مع الأرجنتيني في السنوات السابقة. لكن الخوف يرتكز على أنّ كل ما عانى منه سابقاً حدث في عُمر صغير وليس اليوم. الخوف عند ربط تصريحه بعد استلام جائزة الأفضل من "فيفا" بما حدث، وهنا حكاية رُعب حقيقية.

ميسي اعترف بالمعانة بعد تسلّمه جائزة الأفضل، وقال: "الجسد لا يُظهر أي رحمة، مع مرور السنوات يُصبح الأمر أكثر صعوبة". وهنا تُطرح الكثير من الأسئلة هل يُعاني ميسي من الإصابة؟ هل أمسى غير قادر على الاستمرار؟ هل إصابته تمنعه من استعادة الجهوزية البدنية؟

ما هو مُرعب أكثر من تصريح ميسي، هو العودة بالزمن إلى يوم سقط أعظم مهاجم في كرة القدم. يوم سقط رونالدو البرازيلي أرضاً واستسلم لتلك الإصابة اللعينة، وذُبحت كرة القدم من الوريد إلى الوريد.

في تلك الأيام الصعبة، قال رونالدو البرازيلي: "ذهني يريد مواصلة اللعب، لكن جسمي يؤلمني". ما أشبه اليوم بالأمس، هذا الشعور بالخوف الذي يرفع من دقات القلب، الخوف من فقدان ميسي على غفلة وبدون استئذان.

هي حالة رُعب بمجرد أن تتخيل كرة القدم من دون ميسي الآن. تخيل خروج ميسي في مؤتمر صحافي ليقول للعالم: "حاولت أن أقاوم، لكن إصابتي كانت أقوى مني، سأعتزل الآن، هذه النهاية".

شعور مُرعب، شعور ترتجف اليدان بسببه، ترتعش القلوب بمجرد الإحساس به.

طبعاً لن تنتهي كرة القدم برحيل ميسي فهي لم تتوقف بعد رحيل؛ بيليه، مارادونا، رونالدو وغيرهم الكثير، لكن كرة القدم ستبكي حتماً بعد رحيل ميسي، وستبكي كثيراً.

ميسي لن يستسلم بسهولة وغيابه لن يطول هذه المرة.

حتماً سيعود ميسي إلى الملاعب أقوى، وسيستمتع العالم بسحره مرة جديدة، لأنّه من المُبكر رحيل ميسي، من الظلم أن يترك ميسي الجماهير الآن، ما زال هناك الكثير من الوقت قبل لحظة الوداع.

في النهاية، لم يتوقع أحد أن تكون نهاية البرازيلي رونالدو مثلما حدث معه، لأنّ الجسد أحياناً مع تقدم العُمر يخون الروح المتعطشة لكرة القدم، وعليه فإنّ مجرد تخيُل مشاهد مثل هذه هو الرعب بعينه.

ماذا حدث يا ميسي، ما هذا الرعب يا ميسي.