حقق المنتخب التونسي للشباب تأهلاً تاريخياً إلى بطولة كأس العالم التي ستقام في إندونيسيا، خلال شهر مايو/ أيار المقبل، بعد أن فاز في مباراة الدور ربع النهائي لكأس أفريقيا للأمم المقامة في مصر، بركلات الجزاء الترجيحية، وبعدما انتهت المواجهة في التسعين دقيقة بنتيجة 2-2، وفي الحصص الإضافية بنتيجة 3-3.
الاستقرار في التشكيلة
رغم تأهل نسور قرطاج إلى الدور نصف النهائي، حيث سيواجه منتخب السنغال الذي يعتبر من أقوى المنتخبات في هذه المشاركة، إلا أن عديد النقاط في المنتخب تستحق الإصلاح والمراجعة، انطلاقاً من التشكيل الأساسي للمنتخب، حيث لم يتمكن الجهاز الفني للمنتخب بقيادة عادل السليمي ومساعديه، هيكل قمامدية ومحمد أمين النفاتي، حتى المباراة الرابعة، من إيجاد التشكيل الأساسي للمنتخب.
وحتى في المواجهة الأخيرة حين استقر على ذات التشكيل الذي لعب في المباراة قبل الماضية أمام زامبيا، أثبتت التغييرات أن اختياراته في بداية المواجهة لم تكن صائبة.
تعديلات ضرورية
أثبت الثنائي سامي شوشان، لاعب فريق برايتون الإنكليزي، وآدم قرب، مهاجم النادي الأفريقي، في مواجهة الكونغو برازافيل أنهما يستحقان اللعب في التشكيل الأساسي للمنتخب. فاللاعبان قدما بعد دخولهما إضافة كبيرة إلى هجوم نسور قرطاج، وقد فرض المنتخب بفضلهما سيطرته على المواجهة في دقائقها الأخيرة، بعد الكرات الرائعة والهجمات المنظمة التي ساهم الثنائي قرب وشوشان في صناعتها، بالإضافة إلى أنهما يجيدان لعب الكرات الثابتة.
وأكبر دليل على ذلك، أن هدف غيث الوهابي الذي ألغاه الحكم جاء بعد ركنية نفذها قرب، كذلك إن هدف التعادل الذي سجله علي السعودي، جاء أيضاً بعد كرة ثابتة نفذها شوشان الذي كان قريباً من التسجيل من مخالفة مباشرة لولا براعة الحارس.
دفاع تائه
في الوقت الذي يملك فيه المنتخب التونسي لاعبين مميزين في الشق الهجومي، إلا أن خط الدفاع يحتاج إلى تعديلات عديدة بعد أن مثل إحدى نقاط ضعف منتخب تونس في البطولة الحالية، خصوصاً على مستوى أظهرة المنتخب، فالظهير الأيسر ريان النصراوي، لاعب نيم الفرنسي، مميز جداً من الناحية الهجومية. لكنه أظهر ضعفاً واضحاً في الشق الدفاعي، ما أجبر المدرب على تغييره بفرج بن نجيمة الذي يفضل اللعب على الجهة اليمنى، والذي لم يقدم بدوره المستوى المنتظر منه، وسبّب ركلة الجزاء التي عدل منها المنافس النتيجة في الدقائق الأخيرة. كذلك، فإن محمود غربال أيضاً، لاعب النادي الصفاقسي، لم يساند كما يجب محمد الضاوي في الرواق الأيمن لهجوم المنتخب.
وحتى حارس المرمى رائد القزاح، رغم تألقه في ركلات الجزاء الترجيحية ومساهمته بنسبة كبيرة في تأهل تونس، إلا أنه بحاجة إلى مزيد الثبات في تدخلاته، لتفادي بعض الأخطاء الفردية التي قام بها في وسط المباراة.