دخل منتخب الجزائر، بقيادة مدربه جمال بلماضي، منذ أشهر في رحلة تجديد الصفوف بمواهب ولاعبين شباب متألقين في القارة الأوروبية، وذلك قبل دخول غمار تصفيات كأس العالم 2026 في نوفمبر/ تشرين الثاني، وكذلك بطولة أمم أفريقيا المقررة في ساحل العاج مطلع العام المقبل.
لكن رغم الأسماء المميزة التي جرى ضمها لصفوف "الخضر"، منذ العام الماضي، إلا أنّ بلماضي سيجد نفسه مجبراً بالاعتماد على "الحرس القديم"، واللاعبين الذين اعتادت الجماهير الجزائرية على رؤيتهم أساسيين، وفي الخطوط الثلاثة، وهناك 3 أسباب تقف وراء ذلك.
-
الخبرة الكبيرة
باستثناء مركز حراسة المرمى الذي يبدو أن الصراع فاز به أنتوني ماندريا وأمسى من المستبعد عودة رايس وهاب مبولحي على الأقل إلى التشكيلة الأساسية، فإنّ بلماضي سيكون مجبراً على الاعتماد على أصحاب الخبرة خلال بطولة كأس أمم أفريقيا، خصوصاً أنّ هذه المنافسة تتطلب لاعبين متمرسين على أجواء القارة السمراء، على غرار عيسى ماندي ورامي بن سبعيني في الخط الخلفي، وكذلك سفيان فيغولي وإسلام سليماني وغيرهم.
-
نوعية البدائل
هناك سبب آخر سيجعل بلماضي مطالباً بإعادة "الحرس القديم" إلى تشكيلة منتخب الجزائر الأساسية، وهي نوعية البدائل الحاضرة في المباريات الأخيرة، على غرار الشاب أمين غويري، الذي ظهر في آخر لقاء ضد منتخب مصر غير جاهز لتولي مسؤولية رأس الحربة الأساسي، مقارنة بالمخضرم إسلام سليماني، كما هو الحال مع الجناح الأيسر سعيد بن رحمة البعيد جداً عن المستوى مع "الخضر"، ما سيجبر المدرب الجزائري على إعادة يوسف بلايلي، مثلما كان الحال مع سفيان فيغولي الذي أكد منذ عودته في سبتمبر/ أيلول الماضي، أنه ما زال أمامه الكثير ليقدمه، رغم تقدّمه في السن (33 سنة).
-
الانسجام
السبب الثالث والأخير في الخيارات المرتقبة لبلماضي يتعلّق بالانسجام الذي سيكون عاملاً أساسياً في نجاح تركيبة التشكيلة الأساسية التي سيعتمد عليها، فمباراة مصر أظهرت على سبيل المثال نقصاً فادحاً في هذه الخاصية بين رياض محرز والمهاجم أمين غويري، مقارنة بما هو الحال مع إسلام سليماني، كما هو الوضع فيما يتعلق بوسط الميدان، حيث ظهر عدم تناسق بين سفيان فيغولي وفارس شايبي.