3 أسباب تدفع منتخب فلسطين للانتصار على منتخب لبنان

06 يونيو 2024
تدرب لاعبو الفدائي أمس الأربعاء على ملاعب جامعة قطر (الاتحاد الفلسطيني)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- رغم الصعوبات وفقدان لاعبين وتدمير منشآت بسبب العدوان الإسرائيلي، يواصل منتخب فلسطين سعيه للتأهل إلى كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، محتلاً المركز الثاني في مجموعته.
- استقطب المنتخب لاعبين محترفين ذوي أصول فلسطينية، مثل وسام أبوعلي ومصطفى زيدان، مما عزز قوته وتنوع مهاراته بعد تأهله لدور الستة عشر في كأس آسيا قطر 2023.
- يهدف المنتخب للتأهل لكأس آسيا للمرة الرابعة على التوالي، حيث يمكن أن يضمن التأهل تلقائيًا بالفوز أو التعادل في المباراة المقبلة ضد لبنان، مما يؤكد حضوره القوي آسيويًا.

على الرغم من توقف كرة القدم الفلسطينية عن الحياة تماماً، بعد العدوان الإسرائيلي، الذي بدأ في السابع من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتسبّب في استشهاد أكثر من 200 لاعب كرة قدم، وفي تدمير ما يزيد على 50 منشأة رياضيّة، فإن منتخب فلسطين لم يتوّقف عن متابعة حلمه، في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026، وكأس آسيا 2027، مرتكزاً في ذلك على ثلاثة دوافع أساسية، رصدها "العربي الجديد".

حافز تاريخي 

يعرف منتخب فلسطين أنه لم يحظَ بفرصة القتال الفعليّ من أجل حلم الوصول إلى المرحلة الثالثة من تصفيات بطولة كأس العالم، إلا في مرّات قليلة، وكان آخرها في تصفيات بطولة كأس العالم 2018، إذ حافظ على آماله بالتأهل حتى الجولتين الأخيرتين من التصفيات، قبل أن يفقد بطاقته لفائدة المنتخب الإماراتي، الذي خسر أمامه بنتيجة هدفين دون مقابل في لقاء الإياب، مكتفياً بالترتيب الثالث، غير المؤهل في المجموعة.

ويحتلّ منتخب فلسطين الترتيب الثاني في المجموعة التاسعة من التصفيات الآسيوية الحالية بعد انطلاقتها بأربع جولات، ويحمل في رصيده سبع نقاط، مقابل 12 نقطة للمنتخب الأسترالي في الترتيب الأول، ونقطتين للمنتخب اللبناني في الترتيب الثالث. ومع تبقي جولتين على نهاية دور المجموعات، تكفي منتخب فلسطين نتيجة التعادل أو الانتصار، لحجز إحدى بطاقتي التأهل من المجموعة التاسعة إلى المرحلة الثالثة من التصفيات الموندياليّة، في إنجاز تاريخيّ، هو الأول من نوعه لكرة القدم الفلسطينية.

ويستضيف منتخب فلسطين نظيره اللبناني، غداً الخميس، على ملعب جاسم بن حمد في العاصمة القطريّة الدّوحة، ساعياً لتحقيق نتيجة إيجابية (الانتصار أو التعادل)، وهو الأمر الذي أكّده مدربّه التونسي، مكرم دبّوب، في المؤتمر الصحافي الذي سبق المباراة.

استقطاب المحترفين 

أدى تأهل منتخب فلسطين إلى دور الستة عشر من بطولة كأس آسيا الأخيرة، قطر 2023، لأول مرة في تاريخه، إلى إقناع عدد من اللاعبين ذوي الأصول الفلسطينية، المولودين بالخارج، بتمثيل منتخب بلدهم، بعد ردودهم المتباينة قبل ذلك.

ولعلّ المثال الأبرز حول هذه الحالة يتمثّل في نجم النادي الأهلي المصري، وسام أبوعلي (25 عاماً)، المولود في السويد، إذ استجاب أخيراً لدعوات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لتمثيل منتخب "الفدائي"، بعد رفضه غير المباشر للفكرة في مرّات كثيرة سابقة، والأمر ينطبق كذلك على حالة اللاعبين: مصطفى زيدان وعُمر فرج، اللذين سبق لهما تمثيل منتخب السويد الأول لكرة القدم؛ قبل تراجعهما مؤخراً واختارا تمثيل فلسطين.

وتحتفظ ذاكرة الجماهير الفلسطينية بأمثلة أخرى، رفضت تمثيل منتخب بلادها، في سنوات ماضية، متذرّعة بعوامل كثيرة، كان أبرزها تواضع مستواه، ومنها مثلاً: اللاعب أنس الشربيني (الاتحاد السعودي سابقاً)، الذي فضّل تمثيل منتخب كرواتيا على تمثيل منتخب فلسطين، وشقيقه أحمد الشربيني، الذي لم يناقش فكرة تمثيل منتخب فلسطين كثيراً، ولم يقدّم مبررّات واضحة حول سبب رفضه لها، إلى جانب اللاعب الفلسطيني عماد خليلي، المولود في الإمارات العربية المتحدّة، والذي لعب في المنطقة العربية مع فريق الشباب السعودي، وعبّر في أكثر من مناسبة عن رغبته بتمثيل منتخب فلسطين قبل أن يتراجع.

الوصول الرابع إلى بطولة آسيا

يطمح منتخب فلسطين إلى تحقيق نتيجة إيجابية من مباراته أمام لبنان، لضمان الوصول إلى بطولة كأس آسيا لكرة القدم للمرة الرابعة، توالياً، بعد وصوله أعوام: 2015 و2019 و2023. وفي حال تمكّن منتخب فلسطين من حجز بطاقة العبور إلى المرحلة الثالثة من التصفيات، فإنه سيتأهل تلقائياً إلى جانب سبعة عشر منتخباً آخر إلى بطولة كأس آسيا 2027، ولن يضطر لخوض مرحلة تصفيات جديدة إلى البطولة، حيث يُشير نظام التصفيات إلى تأهل أول، وثاني كل مجموعة من المجموعات التسع إلى المرحلة الثالثة من تصفيات كأس العالم، وإلى أهم البطولات القاريّة كذلك.

هذا الإنجاز لن يكون إنجازاً معنويّاً وحسب، وإنما سيسمح لمنتخب فلسطين مرّة أخرى بالبحث عن كتابة سطر جديد في تاريخه الذي يمتدّ لعشرات السنين، وهو التاريخ الذي تبدّل تماماً في السنوات الأخيرة، فحمل عدداً من الإنجازات، والأرقام المميّزة، مقارنة بالتاريخ الأول الذي اكتفى فيه المنتخب الذي يمثّل شعب فلسطين، بفكرة المشاركة من أجل تسجيل الحضور فقط.