باتت بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم، الفرصة الأخيرة لمستقبل السويسري مارسيل كولر، المدير الفني لنادي الأهلي المصري، للبقاء في منصبه من عدمه، قبل انتهاء عقده الحالي الممتد لموسمين مقبلين بعد اتفاق مع الإدارة على التجديد.
وبين يوم وليلة، تحول مدرب الأهلي من بطل في عيون جماهيره حصد كل الألقاب في الموسم الماضي 2022-2023، إلى خطر كبير يهدد فرص الفريق الأحمر في حصد الألقاب مع بدء نزف النقاط، سواء في الدوري المحلي أو البطولات القارية، بفقدان ألقاب غالية على الجماهير، وهو ما يهدد استمراره حال إخفاقه في الحصول على النتائج المطلوبة، وعلى رأسها الحصول على ميدالية بين المراكز الثلاثة الأولى في المونديال العالمي، في حال تخطي عقبة صعبة للغاية تتمثل بفريق اتحاد جدة السعودي، وذلك لـ 3 أسباب صنعت التوتر بين المدرب وإدارة النادي.
البطولات الضائعة
من الأسباب التي تهدد بقاء مدرب الأهلي بشدة في الموسم الجاري، بدايته الحزينة بالنسبة إلى الجماهير، حيث فقد الفريق لأول مرة بطولتين في أقل من شهرين، وكلتاهما بطولة قارية، بعد خسارته لقب كأس السوبر الأفريقي والهزيمة أمام اتحاد العاصمة الجزائري، بهدف دون رد، وكذلك فشله في أول مشاركة في بطولة كأس "أفريكان ليغ" التي ودع الأهلي البطولة خلالها في الدور نصف النهائي أمام صن داونز الجنوب أفريقي، وفشل في تحقيق الفوز، ولم يقدم العروض المطلوبة، وغابت نغمة الانتصارات في تلك البطولة عن جميع المباريات "4 مباريات " خاضها الأهلي في مشهد نادر الحدوث، وهو أمر سبّب انتقاد كولر، خصوصاً مع ظهور أخطاء فنية له.
وبشكل خاص، شهدت آخر 11 مباراة للمدرب السويسري مع الأهلي، وآخرها مع شباب بلوزداد الجزائري في ثالثة جولات المجموعة الرابعة لدوري أبطال أفريقيا، فوز الأهلي في 3 مباريات فقط، والتعادل 7 مرات، وخسارة مباراة واحدة مع اهتزاز شباكه بـ 8 أهداف، وهو معدل كبير.
توتر مع جماهير الأهلي
من الأسباب التي فرضت نفسها بقوة على مسرح الأحداث، وطرحت رحيل المدرب عن الأهلي، توتر علاقته مع الجماهير، ولأول مرة منذ قدومه في صيف عام 2022 يرى الجميع كولر يدخل في مشادة كلامية مع مشجع أهلاوي خلال إحدى المباريات، بخلاف الهتافات التي بدأت تظهر ضده في المدرجات خلال المباريات، اعتراضاً على قرارات فنية له، وترى جماهير الأهلي أن المدرب فقد الكثير من بريقه، وورط الأهلي في اختيارات غير ناجحة، مثل استعادة صلاح محسن، مهاجم سيراميكا كليوباترا، المعار سابقاً، والتعاقد مع الفرنسي أنتوني موديست، لدعم الهجوم، دون أن ينجح أي منهما في حل الأزمة التهديفية التي يمرّ بها الفريق في الوقت الحالي، وكان لها تأثير لافت.
خلافات مع اللاعبين
يواجه مارسيل كولر ورطة ثالثة في الأهلي، تتمثل باتهامه بفقدان قوة علاقته مع لاعبيه التي كانت مصدر قوته في الموسم الماضي، وكذلك شخصيته القوية، وسيطرته الكاملة التي يدور جدل حول فقدانه لها مع كثرة الاعتراضات على المدرب أخيراً من لاعبين غابوا عن المباريات، أو استُبدِلوا، مثل حسين الشحات وبيرسي تاو وصلاح محسن وإمام عاشور، بالإضافة إلى انتقاد المدرب لاعبيه في مؤتمراته الصحافية، لعل أشهرها الهجوم الشهير له على لاعبه إمام عاشور، واتهامه له بعدم التدرّب جيداً خلال مشاركة الأهلي في بطولة "أفريكان ليغ"، وأبعده عن التشكيلة، ثم استدعاه إلى المباريات.