أنهى نادي الرجاء الرياضي المغربي لكرة القدم، الموسم الكروي المنصرم بخُفَّي حنين، بعد أن فشل في التتويج بجميع المسابقات المحلية والقارية التي شارك فيها، ليتسلل الغضب واليأس إلى جماهيره العريضة التي أسهمت في إقالة المدير الفني لـ"النسور" في أكثر من مناسبة، بل وتغيير المكتب المسير كاملاً، أملاً في تصحيح ما يمكن تصحيحه بداية من الموسم المقبل، بحكم أنّ الفريق "الأخضر" من الأندية العربية والأفريقية التي لا ترضى إلا بالصعود لـ"البوديوم" والتتويج بالألقاب.
وعاش الفريق "الأخضر" أحد أصعب مواسمه بعد أن دخل في دوامة من المشاكل الإدارية والفنية، انعكست سلباً على أداء المجموعة التي غادرت منافسات دوري أبطال أفريقيا على يد الأهلي المصري، قبل أن يفشل رفاق أنس الزنيتي في التتويج بلقب الدوري المحلي لمصلحة الوداد الرياضي الذي تربّع على عرش المسابقة، ليعود الأخير ويُخرج الرجاء من مسابقة كأس العرش من الدور ربع النهائي في "ديربي" الكأس الفضية، وهي الخسارة التي اعتُبرت بمثابة المسمار الأخير الذي دُق في نعش موسم كروي وصفته فئة عريضة من عشاق النادي بـ"الكارثي" على جميع المستويات والأصعدة.
وينتاب مناصري الرجاء تفاؤل كبير بالموسم الكروي المقبل، رغم كل المشاكل التي عاشها "النسر الأخضر" خلال الفترة الأخيرة، وذلك بسبب ثلاثة عوامل رئيسية أعادت الأمل إلى نفوس المحبين الذين ينتظرون عودة فريقهم إلى سكّة الألقاب.
الرئيس الجديد
تنفس مناصرو نادي الرجاء الرياضي الصعداء بعد انتخاب رجل الأعمال عزيز البدراوي رئيساً جديداً للنادي، في يونيو/حزيران الماضي، وذلك بعد أن أبدى استعداده لإعادة الرجاء إلى مكانه الطبيعي والتعاقد مع أسماء كبيرة قادرة على ضخ دماء جديدة في شرايين "النسر الأخضر"، داعياً الجميع إلى "الالتحام والتآزر من أجل مصلحة النادي"، وهو ما بثّ الارتياح في نفوس المحبين.
وتؤكد الإشارات التي أعطاها البدراوي، أنّ الفريق سيدخل بقوة في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، من خلال التعاقد مع لاعبين جيدين ومنافسة أكبر الأندية على أبرز لاعبي الدوري المحلي، وكذلك الأسماء الأجنبية التي تتردد في "الميركاتو" الصيفي بالمغرب، وهو الأمر الذي افتقده النادي خلال المواسم الماضية بسبب الأزمات المالية التي عاشها وجعلته غير قادر على منافسة بقية الأندية والتعاقد مع أسماء وازنة.
الاستقرار التقني بقدوم "شيخ المدربين"
رحّبت جماهير نادي الرجاء الرياضي بتعاقد ناديها مع المدير الفني الجديد القديم التونسي فوزي البنزرتي، الذي عاد مرة أخرى إلى القلعة الخضراء التي صنع معها إنجازاً تاريخياً سنة 2013 ببلوغ نهائي كأس العالم للأندية، وهو عامل جعل مناصري الرجاء يعيشون ارتياحاً أكبر بحكم قيمة المدرب التونسي وقدرته على التتويج بالألقاب، والاستقرار التقني الذي يُنتظر أن يعيشه النادي، بعد أن غاب عنه الموسم الماضي بتعاقب ثلاثة مدربين على العارضة الفنية لـ"الخضر".
ويمتلك البنزرتي خبرة واسعة في الملاعب الأفريقية بفضل التجارب التي خاضها خلال مسيرته، وهو الذي بمقدوره تقديم الإفادة إلى أي فريق يديره وإخراج أفضل ما لديه.
ضخ دماء جديدة.. أسماء بارزة منتظرة
دخل الرجاء الرياضي في مفاوضات متقدمة مع أسماء بارزة خلال "الميركاتو" الصيفي الحالي، أبرزها اللاعب ياسين البحيري متوسط ميدان نادي مولودية وجدة الذي قدّم موسماً مميزاً، وكذلك اللاعب أحمد حمودان من اتحاد طنجة المغرب، في حين أنّ عدداً من اللاعبين سيغادرون "القلعة الخضراء"، أبرزهم العميد محسن متولي وزكرياء الوردي ومحمد الناهيري وعبد الجليل اجبيرة وأنس الزنيتي وآخرون، وسط حملة تجديد تسعى لضخ دماء جديدة، والعودة لحصد البطولات التي اعتادتها الجماهير، إذ لا يرضى الجميع دون ذلك.