نجح الوداد المغربي، في تحقيق إنجاز تاريخي جديد ببلوغه المباراة الختامية لبطولة دوري أبطال أفريقيا، عقب تعادله (2-2) ضد ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي، السبت، على ملعب "لوفتوس فيرسفيلد" ببروتوريا، ضمن إياب الدور نصف النهائي من المسابقة نفسها.
واستفاد الوداد الرياضي من التسجيل خارج الميدان، الذي يمنح الأفضلية للفريق صاحب العدد الأكبر من الأهداف خارج القواعد، ليتأهل إلى المباراة النهائية، علماً أن مباراة الذهاب التي جرت على ملعب محمد الخامس، السبت الماضي، انتهت بالتعادل السلبي.
الأفضلية والخبرة رجّحت الكفة
تسلح الوداد المغربي بأفضليته التاريخية وتجربته، من أجل تجاوز عقبة ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي، حيث تواجه الفريقان 12 مرة، فاز الفريق الأحمر 4 مرات، مقابل هزيمته في 3 مباريات، فيما تعادلا في 5 مباريات. ويملك ممثل الكرة المغربية الأفضلية في خط الهجوم بتسجيله 9 أهداف، مقابل 8 لماميلودي صن داونز.
وإضافة إلى تاريخ المواجهات، ظهر الوداد المغربي أكثر هدوء وتركيزاً منذ انطلاقة مواجهة إياب نصف النهائي، إذ نجح في امتصاص اندفاع لاعبي الفريق المضيف، مع مراهنته على المرتدات الخاطفة، التي جاء منها هدفا الوداد المغربي.
الانضباط التكتيكي والصلابة الدفاعية
قدم الوداد الرياضي عرضاً قوياً ضد ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي، ولا سيما من الجانب التكتيكي، الذي كان فيه لاعبو الفريق المغربي متفوقين على منافسيهم في معظم فترات اللقاء.
وبالرغم من عاملي الأرض والجمهور، فإن لاعبي الوداد الرياضي أظهروا استماتة غير مسبوقة، وإصراراً على حسم النتيجة لمصلحتهم، رغم الظروف الصعبة، وذلك بفضل تدخلاتهم الناجحة، وصمودهم على أرضية الميدان، حتى إن المدافع أرسين زولا، الذي كان ينزف دماً، رفض مغادرة الملعب لتلقي العلاج، خوفاً من أن يتلقى فريقه هدفاً مباغتاً.
واعتمد الوداد المغربي على تحصين دفاعه الصلب بقيادة حارسه يوسف مطيع ومعه أرسين زولا وأيوب أبو الفتح ويحيى عطية الله، إذ نجح هؤلاء في الحد من خطورة ماميلودي صن داونز، رغم بعض الأخطاء، التي ارتكبت في وسط الميدان.
التغييرات وجرأة المدرب
كسب البلجيكي سفين فاندربروك هدفه الأول مع الوداد الرياضي، عندما قاده إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أفريقيا، عقب تجاوز عقبة ماميلودي صن داونز.
ولم يكن لهذا الإنجاز أن يتحقق لولا قيامه ببعض التغييرات المهمة، التي منحت الأفضلية للفريق الأحمر، إذ عمد إلى إشراك كل من زهير المترجي وعبد الله حيمود وأيوب العملود، أساسيين منذ انطلاق المباراة، بعدما كانوا بدلاء في مباراة الذهاب، في الوقت الذي أبقى على مقاعد البدلاء أيمن الحسوني وجلال الداودي وعز الدين بودرة.
ولم يكتفِ فاندربروك بهذه التغييرات المفاجئة فحسب، بل أيضاً غامر بإشراك سامبو جونيور، وهو مصاب، كما استجاب لطلب المدافع زولا برغبته في إتمام المباراة، رغم الإصابة البليغة التي تعرّض لها في رأسه، ليسدل الستار على هذه المباراة التاريخية بتأهل الوداد الرياضي إلى نهائي الحلم، حيث سيواجه الأهلي المصري في الرابع من يونيو/ حزيران باستاد القاهرة الدولي في ذهاب المباراة الختامية من بطولة دوري أبطال أفريقيا، فيما يستضيف الفريق الأحمر ضيفه الأهلي إياباً في 11 منه على ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء.