جاءت نهاية رحلة منتخب مصر لكرة القدم الدرامية، ووداع بطولة كأس أمم أفريقيا 2023 في ساحل العاج من الدور ثمن النهائي أمام الكونغو الديمقراطية (7 - 8) بركلات الترجيح من نقطة الجزاء، أمس الأحد، بعد التعادل 1-1، لتفتح الباب أمام رحيل المدير الفني البرتغالي روي فيتوريا من منصبه وإنهاء مسيرته بعد أقل من عامين له على تحمّل المسؤولية، ومعه مجلس إدارة اتحاد اللعبة.
ورغم عدم خسارة مدرب منتخب مصر أي مباراة رسمية قبل أمم أفريقيا، وفي البطولة القارية أيضاً، إلا أن الخروج المُبكر من الدور الثاني فتح الباب أمام رحيله عن منصبه وتحميله، مع اتحاد الكرة المصرية برئاسة جمال علام مسؤولية الخروج، وكتابة نسخة 2023 من دون أي انتصارات في 4 مباريات خاضها الفريق، في واحدة من المشاركات المخيبة كروياً بالنسبة للمنتخب ظهر فيها عاجزاً بنسبة 100% عن تحقيق الانتصارات.
والخروج المُهين قد يكون مسؤولية مباشرة للمدير الفني ومجلس إدارة اتحاد الكرة بسبب الأخطاء التي ساهمت في ضياع حلم الكأس الثامنة، والتي ظهرت قبل أن تنطلق البطولة في ساحل العاج وخلال معسكر المنتخب المصري الأخير.
إعلانات السخرية في منتخب مصر
أول الأخطاء قد يكون السماح للاعبي المنتخب المصري، خلال بداية المعسكرن بتصوير إعلانات أذعيت في مختلف القنوات، وشارك فيها لاعبون كبار، مثل محمد صلاح ومحمود حسن تريزيغيه وعمر مرموش، والتي أثارت انتقادات الجماهير المصرية بسبب سخرية اللاعبين أنفسهم من طرق تشجيع المصريين للمنتخب بحجة كسر العقدة.
"مجاملات" القائمة النهائية
ثاني الأخطاء "مجاملة" لاعبين باختيارهم في صفوف المنتخب ضمن القائمة النهائية لا يشاركون في المباريات، مثل محمد صبحي وأحمد حجازي وأحمد فتوح، وكذلك ضم لاعبين بعد استبعادهم في البداية مثل ياسر إبراهيم ومهند لاشين لاعبي الأهلي وبيراميدز، إلى جانب تجاهل لاعبين مثل طارق حامد نجم ضمك السعودي.
سفر صلاح إلى ليفربول
الخطأ الثالث تمثل في الموافقة على طلب محمد صلاح، كابتن المنتخب المصري، السفر إلى إنكلترا لخوض فترة تأهيل هناك بعد أول 3 جولات من عمر البطولة، وعدم الإبقاء على اللاعب الأهم لاستكمال علاجه في معسكر المنتخب المصري، خاصة أنه يعد الكابتن الأول في التشكيلة، ويمثل عنصر الخبرة الأهم وصاحب الشخصية الأكثر تأثيراً.
كسر قواعد الانضباط
رابع الأخطاء كسر قواعد الانضباط في علاقة المدرب مع اللاعب، عندما فوجئ به الجميع يقرر العفو عن إمام عاشور الذي عوقب بالإيقاف في آخر معسكر قبل البطولة بالاستبعاد مع زميليه طارق حامد وحسين الشحات، ومشاركة اللاعب أساسياً في مباراتين خلال الجولات الثلاث الأولى للدور الأول.
فوضى الانتقالات
الخطأ الخامس حالة الفوضى العارمة في ما يخص تفاوض لاعبيه مع أندية انتقلوا إليها، وكانت البداية قبل البطولة من خلال تفاوض الأهلي مع عمر كمال عبد الواحد، الظهير الأيمن، والحصول على توقيعه، ثم تكرر الأمر مع محمد أبو جبل، حارس مرمى البنك الأهلي المنتقل قبل ساعات من لقاء مصر والكونغو الديمقراطية إلى الأهلي، في وقت كان يفترض تركيز اللاعب على المباراة.
إعداد سيئ
الخطأ السادس عدم إعداد المنتخب المصري بشكل جيد، وبدء البطولة بلاعبين عائدين من إصابات وغابوا عن آخر المباريات الرسمية لأنديتهم، مثل الحارسين الأول والثاني محمد الشناوي وأحمد الشناوي، والأول أصيب في البطولة والثاني لم يستعد لياقته وخرج من الحسابات.
عدم قراءة المنافسين
سابع الأخطاء المصرية في "كان 2023" كان الثقة الزائدة التي تعامل بها الجهاز الفني في إدارة المباريات، فهو لم يقرأ منافساً واحداً لعب أمامه من بين موزامبيق وغانا والرأس الأخضر بشكل جيد، وظهر ذلك واضحاً من خلال الأداء الهزيل للاعبيه، ووجود سلبيات لدى المنافسين لم ينجح في ترجمتها واستغلالها، بخلاف عدم قدرته على تطوير الأداء فنياً، رغم ظهور السلبيات الدفاعية للمنتخب المصري بشكل واضح.