للاختبارات أهمية تعليمية كبيرة، لا تتمثل هذه الأهمية فقط في تحديد مصير الطالب وتكليل مجهوداته بالنجاح أو الفشل، ولكن تتعدى إلى كونها أداة مهمة للتعلم. لكي نبين هذه الفائدة علينا أن نرجع إلى الوراء قليلًا لشرح مفهوم "الصعوبات المرغوبة".
الصعوبات المرغوبة هي أحد المصطلحات التي أطلقها روبرت بيورك (الباحث الشهير وأستاذ في علم النفس بجامعة كاليفورنيا) والذي أصدر العديد من الأبحاث المهمة في مجال التعلّم.
يقول بيورك إن الإنسان يجب عليه أن يواجه بعض الصعوبة في التعلم، تكمن هذه الصعوبة في محاولة إعادة توليد المعلومة داخل الذاكرة بشكل متكرر، ويترتب على هذا المجهود القدرة على استحضار المعلومات على المدى البعيد. أحد الأساليب المستخدمة بهذا الخصوص هو التذكر (recalling)، وهي أن تقوم بشكل متعمد على إخفاء الإجابة ومحاولة استحضارها بنفسك حتى تحصل عملية التعلم.
نحن دائمًا نقوم بهذا النشاط بشكل رئيسي في الاختبارات، حيث أننا نقوم باستحضار الإجابات والمعلومات. وبهذا، تكون الاختبارات أداة وفرصة مثالية للزيادة من عملية التعلم. لذلك أيضًا، من أفضل نصائح التعلم والمذاكرة هي الاختبار الذاتي، وهي أن تقوم بمبادرة اختبار فهمك للمحتوى العلمي بشكل دائم، وفي هذا أثر عظيم على عملية التعلم الخاصة بك.
وتعتبر الاختبارات وسيلة من الوسائل الهامة التي يعول عليها في قياس وتقويم قدرات الطلاب، ومعرفة مدى مستواهم التحصيلي، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يتم بوساطتها أيضاً الوقوف على مدى تحقيق الأهداف السلوكية، أوالنواتج التعليمية، وما يقدمه المعلم من نشاطات تعليمية مختلفة تساعد على رفعالكفايات التحصيلية لدى الطلاب.
والجدير ذكره في هذا المضمار، بالرغم من ان الاختبارات التحصيلية تمثل وسيلة من وسائل القياس التي تستخدم لتدل على معرفة مستوى الطلاب في مقرر بعينه، أو في مجموعة من المقررات الدراسية.
اقــرأ أيضاً
عقلية النمو
قد تستعد جيدًا لاختبار ما، ولكن دائمًا ما يصاحبك شعور بالقلق والتوتر الزائد، بل أحيانًا يصل هذا التوتر إلى حد الذعر، مما قد يؤثر بشكل كبير على أداء الطلبة في الاختبار. أحد الطرق التي يمكننا اتباعها للتغلب على هذا القلق هو استخدام عقلية النمو.
هذا المفهوم تم إطلاقه بواسطة الباحثة الشهيرة كارول دويك، والتي تحدثت عن أن هناك عقليتين تتحكمان في نمو الإنسان. الأولى هي عقلية الثبات، وتعني أن الشخص الذي يمتلك هذه العقلية يرى أن إمكانياته وقدراته شيء فطري لا يتغير، وبالتالي عندما يواجه المشاكل والصعوبات يستسلم لها. الثانية هي عقلية النمو، وتعني أن الشخص الذي يمتلكها يرى أن مهاراته وقدراته هي شيء يمكن تغييره وتحسينه بالتدريب والإصرار والممارسة، ويرى أن كل مشكلة يقع فيها هي فرصة لاكتساب خبرات جديدة وللتعلم من الأخطاء.
يمكن للطالب أن يستخدم عقلية النمو في الامتحانات عن طريق الحديث الذاتي، وهي أن تحاول إعادة صياغة الأمور داخل عقلك بأن هذا القلق ليس لأنك لم تستعد جيدًا للاختبار بل هو شيء طبيعي، وأن هذا الاختبار هو فرصة جيدة لك للتعلم واكتساب خبرات جديدة، وأنه حتى إذا قمت ببعض الأخطاء فسوف تكون هذه فرصة مثالية لك للتعلم وتعديل طريقة إعدادك للاختبارات الأخرى ولحياتك العملية. إذا فعلت هذا بشكل صادق، فسوف تتمكن من تحويل قلقك إلى شجاعة وإقبال على الاختبار.
اقــرأ أيضاً
قائمة د.ريتشارد فيدلر
كتب د.ريتشارد فيدلر في أواخر التسعينيات رسالة إلى جميع الطلبة الذين أحبطتهم درجات الاختبار الخاصة بهم. قام خلالها فيدلر بترشيح عدد من الأسئلة إلى الطلبة ليجاوبوا عنها. إذا كان أغلب إجابات هذه الأسئلة "نعم"، فسوف يحصلون على درجة جيدة، وإن كانت أغلب الإجابات "لا" فسوف يؤدون أداءًا سيئًا، وفيما يلي أهم هذه الأسئلة:
• هل قمت بجهد حقيقي في فهم الواجبات؟ وليس فقط البحث عن الإجابات؟
• هل قمت بحل الواجبات والأسئلة مع زملائك؟ أو قمت بمراجعة حلولك معهم على أقل تقدير؟
• هل قمت بالمشاركة في مجموعات المذاكرة مع زملائك؟ هل قمت بطرح الأسئلة والأفكار والأجوبة؟ أم قمت فقط بالاكتفاء بالملاحظة وأخذ الإجابات؟
• هل قمت بفهم جميع المسائل والأسئلة والحلول؟
• هل قمت بمراجعة الملازم بشكل جيد قبل الامتحان؟ (يقصد بالمراجعة هنا اختبار فهمك ومحاولة تذكرها وليس فقط إعادة قراءتها).
• هل حصلت على قدر كافٍ من النوم قبل ليلة الامتحان؟ (إن كانت إجابتك عن هذا السؤال "لا"، فلا تهم إجابتك على باقي الأسئلة بنعم).
اقــرأ أيضاً
تجنب عادة التسويف
أحد أسوء عادات المذاكرة هي التسويف، فبدلًا من أن يبادر الطالب بتوزيع فترات المذاكرة بشكل متباعد، يقوم بتأجيلها مرارًا وتكرارًا حتى ينتهي به المطاف بالمذاكرة قبل ليلة الامتحان وأحيانًا قبل ساعات من الامتحان.
وأفضل الطرق للتغلب على مشكلة التسويف هي أن تقوم قبل نومك بتجهيز قائمة بمهام الاستذكار التي عليك إنجازها في اليوم التالي، فيقوم المخ بالتفكير والتجهيز لأداء مهامك أثناء نومك، وبذلك تستيقظ اليوم التالي مسلطًا تركيزك على المذاكرة وتتجنب تضييع الوقت.
أحد الطرق الأخرى هي أن تتحدى نفسك بالمذاكرة لمدة معينة (30 دقيقة مثلا) تقوم فيها بالتركيز الشديد والبعد عن كل المشتتات مثل مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، وعند الانتهاء تحصل على راحة لمدة 5 دقائق تقوم فيها بالاسترخاء قليلًا، ثم تعاود هذا النشاط لأربع أو 5 مرات متتالية.
احرص على أن تكون فترة الراحة إيجابية، بمعنى أن تبعد نفسك عن مواقع التواصل الاجتماعي أو مشاهدة الأفلام والمسلسلات وبدلًا من ذلك يمكنك أن تسترخي قليلًا أو تقوم بممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة. قم بتكرار هذه العادة الإيجابية ومكافأة بشكل يومي حتى تترسخ في حياتك بشكل عام، وأثناء فترة الامتحانات على وجه الخصوص.
اقــرأ أيضاً
ماذا أفعل إذا نسيت؟
كثيرًا ما تواجهنا بعض الأسئلة الصعبة في الاختبار، أو أننا نفاجأ بنسيان بعض المعلومات الأساسية التي كنا على يقين بأننا نعلمها.
ينصح دائمًا بالبدء بحل الأسئلة السهلة في الاختبارات حتى يساعد ذلك على بناء ثقتك. وإن واجهتك بعض الصعوبة في حل سؤال ما أو قمت بنسيان أحد المعلومات، فينصح دائمًا بأخذ استراحة لفترة قصيرة أو العمل على إجابة سؤال آخر ثم العودة في وقت لاحق لهذا السؤال وليس محاولة الوصول للإجابة الصحيحة في نفس الوقت.
والسبب في ذلك يرجع لكون المخ له وضعان للتفكير. الأول هو وضع التركيز، وفيه يتم حشد كل القوى العقلية نحو حل مسألة معينة من جهة معينة دون الجهات الأخرى. الوضع الثاني هو وضع الانتشار، وفيه ينشئ المخ روابط متعددة بين المعلومات بشكل عشوائي وبالتالي يمكن الوصول إلى معلومات مختلفة وإجابات أخرى.
يتم تفعيل وضع الانتشار بشكل تلقائي وقت العمل على شيء مختلف، ولهذا ينصح بالراحة عندما يصعب عليك تذكر إحدى الإجابات. كما ينصح أيضًا بأن تقوم بأخذ راحة بسيطة عند الانتهاء من الإجابات، ثم العودة مجددًا حينما تكون جاهزًا للمراجعة على إجابتك مرة أخرى.
اقــرأ أيضاً
الصعوبات المرغوبة هي أحد المصطلحات التي أطلقها روبرت بيورك (الباحث الشهير وأستاذ في علم النفس بجامعة كاليفورنيا) والذي أصدر العديد من الأبحاث المهمة في مجال التعلّم.
يقول بيورك إن الإنسان يجب عليه أن يواجه بعض الصعوبة في التعلم، تكمن هذه الصعوبة في محاولة إعادة توليد المعلومة داخل الذاكرة بشكل متكرر، ويترتب على هذا المجهود القدرة على استحضار المعلومات على المدى البعيد. أحد الأساليب المستخدمة بهذا الخصوص هو التذكر (recalling)، وهي أن تقوم بشكل متعمد على إخفاء الإجابة ومحاولة استحضارها بنفسك حتى تحصل عملية التعلم.
نحن دائمًا نقوم بهذا النشاط بشكل رئيسي في الاختبارات، حيث أننا نقوم باستحضار الإجابات والمعلومات. وبهذا، تكون الاختبارات أداة وفرصة مثالية للزيادة من عملية التعلم. لذلك أيضًا، من أفضل نصائح التعلم والمذاكرة هي الاختبار الذاتي، وهي أن تقوم بمبادرة اختبار فهمك للمحتوى العلمي بشكل دائم، وفي هذا أثر عظيم على عملية التعلم الخاصة بك.
وتعتبر الاختبارات وسيلة من الوسائل الهامة التي يعول عليها في قياس وتقويم قدرات الطلاب، ومعرفة مدى مستواهم التحصيلي، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يتم بوساطتها أيضاً الوقوف على مدى تحقيق الأهداف السلوكية، أوالنواتج التعليمية، وما يقدمه المعلم من نشاطات تعليمية مختلفة تساعد على رفعالكفايات التحصيلية لدى الطلاب.
والجدير ذكره في هذا المضمار، بالرغم من ان الاختبارات التحصيلية تمثل وسيلة من وسائل القياس التي تستخدم لتدل على معرفة مستوى الطلاب في مقرر بعينه، أو في مجموعة من المقررات الدراسية.
عقلية النمو
قد تستعد جيدًا لاختبار ما، ولكن دائمًا ما يصاحبك شعور بالقلق والتوتر الزائد، بل أحيانًا يصل هذا التوتر إلى حد الذعر، مما قد يؤثر بشكل كبير على أداء الطلبة في الاختبار. أحد الطرق التي يمكننا اتباعها للتغلب على هذا القلق هو استخدام عقلية النمو.
هذا المفهوم تم إطلاقه بواسطة الباحثة الشهيرة كارول دويك، والتي تحدثت عن أن هناك عقليتين تتحكمان في نمو الإنسان. الأولى هي عقلية الثبات، وتعني أن الشخص الذي يمتلك هذه العقلية يرى أن إمكانياته وقدراته شيء فطري لا يتغير، وبالتالي عندما يواجه المشاكل والصعوبات يستسلم لها. الثانية هي عقلية النمو، وتعني أن الشخص الذي يمتلكها يرى أن مهاراته وقدراته هي شيء يمكن تغييره وتحسينه بالتدريب والإصرار والممارسة، ويرى أن كل مشكلة يقع فيها هي فرصة لاكتساب خبرات جديدة وللتعلم من الأخطاء.
يمكن للطالب أن يستخدم عقلية النمو في الامتحانات عن طريق الحديث الذاتي، وهي أن تحاول إعادة صياغة الأمور داخل عقلك بأن هذا القلق ليس لأنك لم تستعد جيدًا للاختبار بل هو شيء طبيعي، وأن هذا الاختبار هو فرصة جيدة لك للتعلم واكتساب خبرات جديدة، وأنه حتى إذا قمت ببعض الأخطاء فسوف تكون هذه فرصة مثالية لك للتعلم وتعديل طريقة إعدادك للاختبارات الأخرى ولحياتك العملية. إذا فعلت هذا بشكل صادق، فسوف تتمكن من تحويل قلقك إلى شجاعة وإقبال على الاختبار.
قائمة د.ريتشارد فيدلر
كتب د.ريتشارد فيدلر في أواخر التسعينيات رسالة إلى جميع الطلبة الذين أحبطتهم درجات الاختبار الخاصة بهم. قام خلالها فيدلر بترشيح عدد من الأسئلة إلى الطلبة ليجاوبوا عنها. إذا كان أغلب إجابات هذه الأسئلة "نعم"، فسوف يحصلون على درجة جيدة، وإن كانت أغلب الإجابات "لا" فسوف يؤدون أداءًا سيئًا، وفيما يلي أهم هذه الأسئلة:
• هل قمت بجهد حقيقي في فهم الواجبات؟ وليس فقط البحث عن الإجابات؟
• هل قمت بحل الواجبات والأسئلة مع زملائك؟ أو قمت بمراجعة حلولك معهم على أقل تقدير؟
• هل قمت بالمشاركة في مجموعات المذاكرة مع زملائك؟ هل قمت بطرح الأسئلة والأفكار والأجوبة؟ أم قمت فقط بالاكتفاء بالملاحظة وأخذ الإجابات؟
• هل قمت بفهم جميع المسائل والأسئلة والحلول؟
• هل قمت بمراجعة الملازم بشكل جيد قبل الامتحان؟ (يقصد بالمراجعة هنا اختبار فهمك ومحاولة تذكرها وليس فقط إعادة قراءتها).
• هل حصلت على قدر كافٍ من النوم قبل ليلة الامتحان؟ (إن كانت إجابتك عن هذا السؤال "لا"، فلا تهم إجابتك على باقي الأسئلة بنعم).
تجنب عادة التسويف
أحد أسوء عادات المذاكرة هي التسويف، فبدلًا من أن يبادر الطالب بتوزيع فترات المذاكرة بشكل متباعد، يقوم بتأجيلها مرارًا وتكرارًا حتى ينتهي به المطاف بالمذاكرة قبل ليلة الامتحان وأحيانًا قبل ساعات من الامتحان.
وأفضل الطرق للتغلب على مشكلة التسويف هي أن تقوم قبل نومك بتجهيز قائمة بمهام الاستذكار التي عليك إنجازها في اليوم التالي، فيقوم المخ بالتفكير والتجهيز لأداء مهامك أثناء نومك، وبذلك تستيقظ اليوم التالي مسلطًا تركيزك على المذاكرة وتتجنب تضييع الوقت.
أحد الطرق الأخرى هي أن تتحدى نفسك بالمذاكرة لمدة معينة (30 دقيقة مثلا) تقوم فيها بالتركيز الشديد والبعد عن كل المشتتات مثل مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، وعند الانتهاء تحصل على راحة لمدة 5 دقائق تقوم فيها بالاسترخاء قليلًا، ثم تعاود هذا النشاط لأربع أو 5 مرات متتالية.
احرص على أن تكون فترة الراحة إيجابية، بمعنى أن تبعد نفسك عن مواقع التواصل الاجتماعي أو مشاهدة الأفلام والمسلسلات وبدلًا من ذلك يمكنك أن تسترخي قليلًا أو تقوم بممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة. قم بتكرار هذه العادة الإيجابية ومكافأة بشكل يومي حتى تترسخ في حياتك بشكل عام، وأثناء فترة الامتحانات على وجه الخصوص.
ماذا أفعل إذا نسيت؟
كثيرًا ما تواجهنا بعض الأسئلة الصعبة في الاختبار، أو أننا نفاجأ بنسيان بعض المعلومات الأساسية التي كنا على يقين بأننا نعلمها.
ينصح دائمًا بالبدء بحل الأسئلة السهلة في الاختبارات حتى يساعد ذلك على بناء ثقتك. وإن واجهتك بعض الصعوبة في حل سؤال ما أو قمت بنسيان أحد المعلومات، فينصح دائمًا بأخذ استراحة لفترة قصيرة أو العمل على إجابة سؤال آخر ثم العودة في وقت لاحق لهذا السؤال وليس محاولة الوصول للإجابة الصحيحة في نفس الوقت.
والسبب في ذلك يرجع لكون المخ له وضعان للتفكير. الأول هو وضع التركيز، وفيه يتم حشد كل القوى العقلية نحو حل مسألة معينة من جهة معينة دون الجهات الأخرى. الوضع الثاني هو وضع الانتشار، وفيه ينشئ المخ روابط متعددة بين المعلومات بشكل عشوائي وبالتالي يمكن الوصول إلى معلومات مختلفة وإجابات أخرى.
يتم تفعيل وضع الانتشار بشكل تلقائي وقت العمل على شيء مختلف، ولهذا ينصح بالراحة عندما يصعب عليك تذكر إحدى الإجابات. كما ينصح أيضًا بأن تقوم بأخذ راحة بسيطة عند الانتهاء من الإجابات، ثم العودة مجددًا حينما تكون جاهزًا للمراجعة على إجابتك مرة أخرى.