يقف الشاب إبراهيم ارحيم متكئاً على عكازه داخل ورشته للحفر على الخشب في مدينة غزة، لكن القصة ليست هنا؛ فالغرابة تنبع من كون أن إبراهيم شاب مصاب بشلل الأطفال في قدميه، لكنه نجح في تحقيق حلمه برفقة صديقه.
ولجأ إبراهيم إلى صديقه عصام الشوا الذي يعاني هو الآخر من ضمور في العضلات، فقررا على الفور تحدي الإعاقة وتحويلها إلى طاقة إنتاجية تمكنهما من تخطي الشعور بالعجز، وذلك بعد أن أخفقا في الحصول على فرصة عمل في مجال دراستهما.
وحين تبادرت إلى أذهانهما فكرة إنشاء ورشة الحفر على البلاستيك والخشب بواسطة الكمبيوتر "CNC"، سارعا في التوجه إلى مركز المشاريع الصغيرة، والذي منحهما مبلغاً مالياً بقيمة 6 آلاف دولار.
ويقول ارحيم في هذا الصدد: "لم أستطع الحصول على فرصة عمل، وكان احتمال توظيفي ضئيلاً جدًا، بسبب إعاقتي، فقررنا العمل وافتتحنا ورشتنا ومتجرنا".
ويضيف: "كنت أصرّ أنا وصديقي عصام ألا نستسلم للواقع، وألا نكون عالة على أي فرد، كان هذا حافزًا قويًا لنا، رغم نظرة الاستغراب".
ورغم أن الشابين ليسا خبيرين في مجال زينة الأثاث والديكور؛ على اعتبار أنهما حديثا عهد بالمهنة الجديدة، إلا أنهما تميزا، وتمكنا بالفعل بعد فترة زمنية من تثبيت اسميهما في السوق المحلي.
وشكلَت بدايات - ارحيم والشوا - صعوبة كبيرة لهما، نظراً أولاً؛ لأن هذه المهارة يتقنها أشخاص أصحاء ولهم تاريخ طويل وخبرة في العمل ويمتلكون رأس مال وآلات. وثانياً: فإن الزبائن القادمين للمنجرة ينتابهم التردد بعد معرفتهما بإعاقتهما.
يقول الشوا: "أقنعنا الزبائن بقدرتنا على إخراج منتجات جديدة ومميزة، نحن نجحنا بالفعل، وكان ذلك حلماً بل مغامرة ومجازفة غير محسوبة".
ويعتمد مشروع الشابين على ماكينة الحفر التي يطلق عليها "cnc"، والتي ترتبط بجهاز كمبيوتر؛ حيث تصمم - الماكينة - الزخارف من خلاله ضمن برنامج "الكوريل" والذي بدوره يحول الخطوط إلى "شيفرة" تقرأها آلة الحفر، فيما استوحى الشابان هذه الفكرة من مشروع إرادة التركي، في الجامعة الإسلامية بغزة.
ولم يقتصر المشروع على الورشة؛ بل تطور الأمر بعد ذلك ليصبح ليقام إلى جانب الورشة معرض يحتوي في زواياه الأعمال المنتجة كالزخارف والأثاث.
ويتابع: تمر مراحل تصميم المنتج بخطوات عدة: أولها التصميم والحفر ومن ثم القص على الخشب أو البلاستيك بشكل زخرفي، وبعدها مباشرة تبدأ عملية تجميع الخشب ومن ثم الدهن والتلوين.
ويعرقل الانقطاع المستمر للكهرباء الذي يعاني منه قطاع غزة منذ عام 2006 - تاريخ بدء الحصار الإسرائيلي -، من عمل المبدعين، ارحيم والشوا، حيث "نضطر للعمل حسب وصول التيار الكهربائي".
وبحسب إحصائية أصدرها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني حديثاً، فإن عدد ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تبلغ أعمارهم أكثر من 18عاماً، يصل إلى نحو 27 ألفا، منهم 17 ألفا يعانون من إعاقة حركية.
ووفقاً لتقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن معدل البطالة في قطاع غزة، بلغ 43%، فيما بلغت نسبة الفقر 38.8%.
ويذكر أن القانون الفلسطيني رقم (4) الصادر عن المجلس التشريعي الفلسطيني عام 1999م، نص على حق "المعوق" بالتمتع بالحياة الحرة والعيش الكريم والخدمات المختلفة شأنه شأن غيره من المواطنين، له نفس الحقوق وعليه واجبات في حدود ما تسمح به قدراته وإمكاناته، فيما لا يجوز بموجب القانون أن تكون الإعاقة سبباً يحول دون تمكّن المعوق من الحصول على تلك الحقوق.
(فلسطين)
ولجأ إبراهيم إلى صديقه عصام الشوا الذي يعاني هو الآخر من ضمور في العضلات، فقررا على الفور تحدي الإعاقة وتحويلها إلى طاقة إنتاجية تمكنهما من تخطي الشعور بالعجز، وذلك بعد أن أخفقا في الحصول على فرصة عمل في مجال دراستهما.
وحين تبادرت إلى أذهانهما فكرة إنشاء ورشة الحفر على البلاستيك والخشب بواسطة الكمبيوتر "CNC"، سارعا في التوجه إلى مركز المشاريع الصغيرة، والذي منحهما مبلغاً مالياً بقيمة 6 آلاف دولار.
ويقول ارحيم في هذا الصدد: "لم أستطع الحصول على فرصة عمل، وكان احتمال توظيفي ضئيلاً جدًا، بسبب إعاقتي، فقررنا العمل وافتتحنا ورشتنا ومتجرنا".
ويضيف: "كنت أصرّ أنا وصديقي عصام ألا نستسلم للواقع، وألا نكون عالة على أي فرد، كان هذا حافزًا قويًا لنا، رغم نظرة الاستغراب".
ورغم أن الشابين ليسا خبيرين في مجال زينة الأثاث والديكور؛ على اعتبار أنهما حديثا عهد بالمهنة الجديدة، إلا أنهما تميزا، وتمكنا بالفعل بعد فترة زمنية من تثبيت اسميهما في السوق المحلي.
وشكلَت بدايات - ارحيم والشوا - صعوبة كبيرة لهما، نظراً أولاً؛ لأن هذه المهارة يتقنها أشخاص أصحاء ولهم تاريخ طويل وخبرة في العمل ويمتلكون رأس مال وآلات. وثانياً: فإن الزبائن القادمين للمنجرة ينتابهم التردد بعد معرفتهما بإعاقتهما.
يقول الشوا: "أقنعنا الزبائن بقدرتنا على إخراج منتجات جديدة ومميزة، نحن نجحنا بالفعل، وكان ذلك حلماً بل مغامرة ومجازفة غير محسوبة".
ويعتمد مشروع الشابين على ماكينة الحفر التي يطلق عليها "cnc"، والتي ترتبط بجهاز كمبيوتر؛ حيث تصمم - الماكينة - الزخارف من خلاله ضمن برنامج "الكوريل" والذي بدوره يحول الخطوط إلى "شيفرة" تقرأها آلة الحفر، فيما استوحى الشابان هذه الفكرة من مشروع إرادة التركي، في الجامعة الإسلامية بغزة.
ولم يقتصر المشروع على الورشة؛ بل تطور الأمر بعد ذلك ليصبح ليقام إلى جانب الورشة معرض يحتوي في زواياه الأعمال المنتجة كالزخارف والأثاث.
ويتابع: تمر مراحل تصميم المنتج بخطوات عدة: أولها التصميم والحفر ومن ثم القص على الخشب أو البلاستيك بشكل زخرفي، وبعدها مباشرة تبدأ عملية تجميع الخشب ومن ثم الدهن والتلوين.
ويعرقل الانقطاع المستمر للكهرباء الذي يعاني منه قطاع غزة منذ عام 2006 - تاريخ بدء الحصار الإسرائيلي -، من عمل المبدعين، ارحيم والشوا، حيث "نضطر للعمل حسب وصول التيار الكهربائي".
وبحسب إحصائية أصدرها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني حديثاً، فإن عدد ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تبلغ أعمارهم أكثر من 18عاماً، يصل إلى نحو 27 ألفا، منهم 17 ألفا يعانون من إعاقة حركية.
ووفقاً لتقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن معدل البطالة في قطاع غزة، بلغ 43%، فيما بلغت نسبة الفقر 38.8%.
ويذكر أن القانون الفلسطيني رقم (4) الصادر عن المجلس التشريعي الفلسطيني عام 1999م، نص على حق "المعوق" بالتمتع بالحياة الحرة والعيش الكريم والخدمات المختلفة شأنه شأن غيره من المواطنين، له نفس الحقوق وعليه واجبات في حدود ما تسمح به قدراته وإمكاناته، فيما لا يجوز بموجب القانون أن تكون الإعاقة سبباً يحول دون تمكّن المعوق من الحصول على تلك الحقوق.
(فلسطين)