صنعاء ليست بيروت، ولا هي بغداد، ويتحدّد ملمح الاختلاف في أن صنعاء تعيش حالة حرب عسكرية، تسلخ عامها الخامس من دون جدوى، وقد أنهكت البلاد والعباد. كما أن صنعاء أنجزت ثورتها في عام الربيع العربي الأول 2011.
اليمنيون الذين تقتلهم الحرب والأوبئة يومياً، ويعيشون، بما تفيض عليهم الحرب من نعمائها، عصر المقابر المزدهرة ومجانية الموت متعدّد الألوان، لا تعنيهم جثة علي عبد الله صالح في شيء، وهم لا يهمهم أين دفنت؟
تتخوف الشرعية اليمنية من أن تفضي أية عملية سلام إلى فرض معادلة سياسية جديدة تؤدي إلى فقدان الشرعية شرعيتها الدستورية، وفرصتها في تمديد عمرها في السلطة، وهي شرعية مستمدة من الحرب والظرف القاهر للبلد الذي تتأجل بموجبه الانتخابات.