جلس إلى طاولته المعتادة في ذلك المقهى الشعبي القديم.. هو مخلص حتى للطاولة والمكان لا يريد الخيانة، وضع أوراقه على الطاولة بعدما نفض غبار الكرسي المهترئ بمصائب الأقوام السابقة، بدأ يتفحّص المكان وكأنه يزوره لأول مرة..
من مميزات التجربة التونسية خلوها من النعرات الطائفية والدينية ولعلها مصادفة تاريخية مفيدة وفرت على تونس كثيراً من الدماء، فالشعب التونسي في غالبه يدين بالإسلام السني بالتحديد لكن ذلك لم يكن كافياً للتوافق والإجماع التام بين مكونات المجتمع التونسي..