توجّهت أنظار اليمنيين نحو وضع ما يقرب من 300 طالب يمني موجودين في الصين يواجهون شبح الإصابة بفيروس كورونا، في ظل تحرك العديد من الدول لإجلاء رعاياها من البلاد بعد التفشي الخطير للفيروس، والذي يواجه استنفاراً في مختلف دول العالم.
أيام معدودة فصلت بين حديث المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث عن تراجع التصعيد في هذا البلد، واستئناف المعارك على أوسع نطاق، ولكن هذه المرة مع ثمنٍ تدفعه الشرعية نظير جملة من الإخفاقات.
منذ خروجهم إلى العلن صيف عام 2004، ظلّ الحوثيون يتمتعون بقدر مطّرد من الحصافة الخطابية ساعدتهم على التنقل بين التحالفات والتناقضات بسلاسة ويسر، وجعلتهم يركلون المنافس تلو الآخر.
مع رحيل سلطان عمان، قابوس بن سعيد، انهالت التعازي من مختلف الأطراف اليمنية، كما فعلت بلدان أخرى، في صورةٍ قلّ ما توجد، تتوحد فيها المواقف التي تقف على النقيض من بعضها، تجاه شخصيةٍ أو دولة ما، وهي سلطنة عُمان.
عندما تعرضت منشآت "أرامكو" السعودية في بقيق وخريص لهجمات في 14 سبتمبر/ أيلول الماضي، وتبنّاها الحوثيون، نشرت مواقع إخبارية إيرانية مقطع فيديو لقائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، على الإنترنت، يمتدح فيه "أنصار الله" في اليمن.
عام خامس يودعه اليمنيون في ظلّ الحرب والشتات والأزمة الإنسانية المتفاقمة. لكن الجديد هو الخطورة التي يخلقها عامل الزمن، بترسيخ حالة من اللاسلم واللاحرب، تطيل محنة اليمن، وإن كانت تساهم مؤقتاً بتهدئة هنا أو هناك.
شهد الأسبوعان الأخيران في اليمن، معارك سياسية بين رئيس الحكومة معين عبد الملك، وشخصيات محسوبة على الرئيس عبدربه منصور هادي، في وقتٍ شرع فيه الحوثيون بمزيد من الإجراءات الاقتصادية التي تبدو أقرب إلى عقوبة جماعية ضدّ المواطنين.
في الذكرى الأولى لتوقيع اتفاقية استوكهولم في السويد بين الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، خرج المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث بتصريحات لافتة، لعل أبرزها الجزء المتعلّق باتفاق الرياض.
ارتفعت، منذ أسبوعين على الأقل، الأصوات اليمنية الداعية إلى ضرورة تحقيق مصالحة بين الأطراف الحزبية المناهضة للحوثيين، خصوصاً بين حزبي المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح.
في مثل هذه الأيام، قبل عام، توجهت الأنظار اليمنية إلى السويد، حيث عُقدت أولى جولات المشاورات التي رعاها المبعوث الأممي مارتن غريفيث، وحظيت بدعم دولي لا محدود