صناعة فيلمٍ فاطرٍ للقلوب لا تتطلّب كل هذا العناء، بوجود محتوىً بصري من الفيديوهات والصور على الإنترنت يفوق عدد اللاجئين في أوروبا ودول الجوار، وتكون نتيجة التشغيل التلقائي لساعتين على اليوتيوب مضافًا إليها مقابلاتٌ مقتضبة فيلمًا مثل "Cries From Syria".
قصّة باسل تعود لتصفع العالم كقصّة ظهرت على السطح، ووصلت إلى صحف عالمية مثل الغارديان، لتقول إنّ السوريين ليسوا أرقامًا فقط، وإن معظم القصص لم نسمعها بعد، ومن العَصيّ أن تجد من ينقلها إلينا ممن بقي هناك في الأقبية.
لم يتوقّف برنامج الحمش رغم البلبلة التي أثارها، وحديث مجلس الشعب عن وجوب محاسبة المسيئين للمجلس؛ وقد كان الحمش تعرّض لهم بحديثه. وهكذا يكون خطاب قنوات النظام السوري وما يعادلها مستعدًا لمرحلة جديدة في الأفق.
تبدو صورة الإسلام التي تقدّمها "داعش" أكثر الصور عنايةً بالجوهر بين صور باهتة لإسلام يناسب القرن الواحد والعشرين، على عكس الصورة الكاريكاتورية التي روّج لها مسلسل "غرابيب سود" الناتج عن ذات المشكاة التي أفرزت إعلان "زين".
التسليع الممنهج للصورة، يتّسق مع استخدام دمية على الشاطئ، بدلًا من جثة الطفل إيلان الكردي في الفيديو كليب الأخير للمغني روجر واترز، باستخدام الضحية كمرجعية للرمز الفني، تمامًا كصورة الطفلة السورية التي ظنّت الكاميرا فوهة سلاح فرفعت يديها مستسلمة.
يسير الفيلم دون تعليق صوتيّ كي يقود الحالة التوثيقية المفترضة لتعريف المشاهد ببشار إبراهيم، فخلال الفيلم لا ذكر لدراسته الجامعية، كما يهمل تاريخه النضالي قبل أن يترك البندقية، وهو الذي كان قائدًا عسكريًا في مخيّم النيرب مع أحد الفصائل الفلسطينية.
خلال الأيّام الأولى للعرض حذف الرقيب كل ذكر للجيش السوري، وصولًا للمشهد الذي تصرّح فيه الأم عن موت أخيها على يد السوريين، حيث حُذف المشهد بشكل تعسفي، ما ترك العائلتين في مشهد صامت ولم يدرك الجمهور سبب نهاية الشجار.