قبل أن تنهي عامها السابع وقبل موسم الزراعة، قررت أمها أنها لن تذهب إلى المدرسة، توقفت مادلينا عن الذهاب لكنها استمرت في كتابة الرسائل بالأخطاء الإملائية لزميلاتها في الصف، وتلقي الردود منهن مع رسائل محشورة من شاب كان يسبقها بصفين.
منذ ثلاثة أيّام لم يستطع النوم، وبدا شاردًا على الدوام حتى أن زوجته سألته لمرّات عدّة: هل هناك مشكلة؟ في المرّتين الأوليين أجاب بهدوء أنْ كلا، لكنه بعد ذلك أخذ يغضب وينهرها بشكل مبالغ فيه.
لا يمكنك أن تكون راضيا، أو ربما هذا ما اعتدنا عليه، في عام 2014 كنت أصحو صباحاً لأبصق: ما الذي يمكن أن يحمله هذا اليوم أيضا من أخبار سيئة؟ تفجير هنا وعبث هناك
رمضان ليس أن نصوم فقط، تمضي السنون صعبة على اليمنيين، فكل سنة من دون احتساب أسوأ من سابقتها ومن سنوات صار رمضان أصعب، خاصة على ساكني المناطق الحارة، فانقطاع الكهرباء يحيله امتحاناً حقيقياً
في الأخير نحن في وضع حرب والتفكير الوحيد الذي يستولي عليك هو: هل سأموت قريباً أم سيموت أحدهم قريباً؟ ويموتون فعلاً، إما أنت أو آخرون إذ إن الجميع يستمرون في الموت تلبية لحاجة الحرب.
ستعرف كل هذه التفاصيل، ستبحث عنها كالمجنون، ستتخيل وجوه كل من تحبهم وكل من عرفتهم، وستبكي كثيرا وستقول في كل لحظة: أنا آسف لأني لست معكم، لست بينكم، ولن يجيبوك سوى بجملة من قبيل: لو متنا ستعيش أنت!