عام 1986، قام مجموعة من مهندسي الكومبيوتر الأميركيين، المهنيين جدًا، والمحترفين جدًا حد اتهامهم بالخبل، بالاحتفال باليوم الذي تشير إليه تسعيرة قبعة صانع القبعات: السادس من أكتوبر اليوم الوطني لصانع القبعات: عيد السخافة.
لم أفكر يوماً أن أكون رجلاً، لقلقي من قسوة ما تراه هذه الهوية الجندرية، وأتصور إن فتحت بوابة حلم يقظة ودخلت، وفيه كنت رجلاً، ربما سأكون مثلي الجنس ومدمناً على الأحلام والكحول والشعر والعلاقات الرجولية الفاشلة والبكاء..
لم يفهم الكثيرون. لم أغضب من موت سمعت به: كأن كل الأموات لي؛ أموات الحرب وأموات الشوارع الآمنة إلا من القذائف، الذي سار طلبًا للموت والذي لاقاه الموت، الذي صارع، والذي استسلم، الذي غادر حزينًا على الأحياء.
نحن الإنسانية العظيمة التي يسقط عنها قناعها في كل حرب، في كل صفقة سلاح، في مخابر معدّة لاختراع أمراض جديدة، في صفقات الأدوية التجريبية للمرض المخترع حديثًا. والذي سيوزّعه نظام الأمم المتّحدة في المناطق التي يرخّص فيها حزن البشر.
تدرسون طوال الليل ليستيقظوا باكرًا إلى مدارس تلقنكم مع اللغة الجديدة آدابًا جديدة، كضرورة الابتسام مثلًا. هل يعلمون أننا -نحن العابسين- تعلمنا منذ طلائع الابتدائية أن الضحك من "قلة الأدب"، وفي الشبيبة تعلمنا أن في الابتسام استخفاف بالقضية، فاستبدلناه بالصراخ.
الشارع فلا لغة له: يلتهم الأخبار الطازجة أكثر من خبز أفران الدولة والذي لا يزال طحينه أفضل من الأفران الخاصة وأقل تكلفة، وحتى أصحاب الرأي المعارض ينتظرون البقاليات التي تأتي بخبز الدولة الطازج كفواكه اليوم، لكن الاعتماد الأهم تناول الأخبار.
تبرز حاجتنا لحركة أنثوية يقف فيها الرجال والنساء ضد الحرب التي تحتاجها حركة رأس المال. ضد القمع الاجتماعي الذي يرزح تحت ثقله المرأة والرجل الذي يضطر منذ الطفولة لإقصاء أنثويته ليبقى ذكرًا مشوهًا مناسبًا للعمالة التي تطلبها سلطات العالم الأخير.
لا تزال منظمات العالم المتحد تفكر بنا وتدفع مبالغ لا بأس بها للمشاريع الصغيرة، كصنع سلال لمواسم الفاكهة في الحقول التي على خط النار، أو إنتاج ألبان وأجبان من أبقار ميتة ومزارع منهوبة.