لاحقاً، في المساء، وبينما كنت أقطّع البندورة لأحضّر سلطة على العشاء، فكّرت أنني ربما أكون أنا الذي نسيت أنني أعرتها قرص البندورة، والجارة لم تخترع الأمر من عقلها. في الواقع، منذ وفاة زوجتي من عامين تقريباً، لا تسعفني الذاكرة.
تتوقف الجاذبية بمجرد إغلاق الكتاب، حان من جديد وقت التوقيع، لذا فأنت توقع في ورقة الحضور وتدخل مكتبك، حيث تحرّك الأوراق من مكان لآخر أو تجيب على الهاتف. في الأخير، عُدتَ إلى عالمك دون أن يشعر أحد أنك ذهبت.
بينما كنت أسقي زرع أمي وأمارس وساوس أبي، الذي كان مهووساً بعدم ترك الأضواء مفتوحة في الليل، كانا يعيشان الحياة التي كنت أستحقها أنا. استحييت أن أقول إنني أيضاً أريد الذهاب للعيش معهما، وبقيت وحيداً كأنني غريق في أعالي البحار.