لم يكن مفاجئاً تتويج "المجلس الدّولي للدراسات الفرنكوفونيّة" الشاعرَ المغربي عبد اللطيف اللعبي بجائزته لهذا العام. شاعرٌ انهمك لسنوات طويلة في ترجمة الشعر العربي إلى الفرنسية، هذه اللغة التي يخطّ فيها واحدة من أبرز تجاربها الكِتابية المُعاصرة.
كلّ شيء مفتوح عند الشاعر الفرنسي سيرج باي: الشّعر، الحياة وحتّى الموت. حياة ثريّة ومعقّدة، تعكسها بنية هذا الكتاب، بالرّغم من أنّ شعرية صاحبه تتجاوز "الكتاب" كسند، أي أنّ القصيدة وطريقة عيشها مع الجمهور تتجاوز ثنائيّة الشّاعر والمتلقي.
مات درويش صبيحة التاسع من أغسطس/آب 2008 بالتّوقيت المحلي لهيوستن وبعد الظّهر في نفس اليوم بالتّوقيت المحلي للسّواحل المتوسّطيّة الّتي شهدت ولادته. لكن هو نفس الرّجل كما هي نفس الميتة. تلك ميتته، لا التي اختارها ربّما، بل التي حلُمَ بها.
ارتبط اسم الكاتب الفرنسي، الذي تحلّ ذكرى رحيله السادسة عشرة بعد أيام، بالغياب؛ فهو الحاضر بكتاباته والتزامه الأدبي والسياسي على حدّ سواء، والغائب جسدياً إلى درجة ندرة صور فوتوغرافية له، وهو الذي عاش فترة طويلة كشخص لا مرئي.
عندما وصلنا إلى توزر، أخذتني الغريبة من يدي مُجبِرة إيّاي بلطف أن أتبعها. يبدو أنّ الرحلة لم تُتعبها وكانت تتمكّن بطريقة رائعة من فتح الطريق أمامنا عبر حشد المارّة. كانت تعرف المدينة جيّداً وحتى أماكنها المنعزلة.
وُلدت أوليفيا إلياس بحيفا في فلسطين المحتلّة. لجأت مع عائلتها إلى بيروت أيّام النكبة، ثمّ هاجرت إلى كندا ثم استقرت في فرنسا. ورغم كتابتها للشعر عبر مراحل حياتها المختلفة، إلا أنّها لم تنشر أعمالها إلّا قبل سنوات قليلة بالفرنسية.
لعلّنا لا نبالغ إن قلنا إن الحراك الذي تعيشه فرنسا اليوم يشبه ثورات القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، والحركات الفكرية والمسلّحة التي أعادت تشكيل العالم منذ عصر الأنوار مروراً بالثورة الصناعية وحتى الحروب الكبرى... إنه ثمن الحرّية، ثمن الحياة.
سواءً بالعودة إلى أدبه أو إلى النصوص التي استعادته، يبدو الكاتب البرتغالي فيرناندو بيسوا، الذي تمر ذكرى رحيله بعد أيام، غامضاً تتعدّد أقنعته الاسمية، فاتحة مسالك للحداثة الأدبية التي أغرت كتّاباً آخرين؛ من بينهم مواطنه جوزيه ساراماغو والإيطالي أنطونيو طابوكي.
الإنسان يحمل في قلبه حمّى الخلق المزمنة وذلك الرجل الذي هو الربيع ينبعث من رماده مثل تلك العنقاء التي لا تقوى أيّة لعنة على وأدها.
وهذا أدونيس، مع حلول الربيع، يولَد من جديد مع شقائق النعمان احتفاء بالحياة.
يعتبر الشاعر الفرنسي أن الشعراء العرب ملتزمون بقضايا فعلية وواقعية؛ كالقضية الفلسطينية وقضايا "الربيع العربي"، ويتكبّدون عناءً حقيقياً في عالم تزداد خطورته. حالةٌ يقول لـ"العربي الجديد" إنها تغيب عن المشهد الفرنسي؛ حيثُ "لا التزام حقيقياً، ولا قضايا عاجلة للدفاع عنها".