مقصورةٌ في عربة قطار. رجلٌ جالسٌ ناحية اليمين وامرأةٌ ناحية اليسار. الرجل الذي يتظاهر بقراءة جريدة، يلقي بنظراتٍ شبقةٍ على ساقَي المرأة. وفي لحظةٍ من اللحظات يطوي الجريدة، يضعها جانباً، يعقد ذراعيه أمام صدره، ويتنهّد.
بابٌ ونافذةٌ مواربان. من خلف الزجاج، يُرى برج الكنيسة مائلاً. إنه ديكور غريب، فيه يبدو أنّ كلّ شيء يتطلّع إلى الهروب من الشاقولية. إزاء النافذة، أمٌّ مرتدية ثياباً سوداء منهمكة في الخياطة. بغتةً، يدخل الابن، صبيٌّ في حوالى الخامسة عشرة.
الشاعرُ مُستلقٍ على سريرٍ مُتواضع، يستغرق في التأمّل بعينين شبه مغمضتين. في الكرسيّ الوحيد يجلس الكلب. خلف الباب يتدلّى قفصٌ، يقبعُ في داخله الكناريّ هزيلاً. طوال الوقت الذي سيستغرقه هذا المشهد الأوّل والوحيد، والقصير جدّاً.