خُذي منّي الشارع الذي يتألّم/ النافذةَ التي تتألّم/ الستائرَ الحمراء/ الأرائكَ الحمراء/ العطرَ الذي يستوقفني في الشارع/ كلَّ الألوان/ وعاداتي في التقبيل/ حتى أكون كتابَ تاريخ أقلَّ ألماً/ والمسافة بين جنكيزخان وهولاكو/ لا تتجاوز فيه سوى صفحات.
عندما تستلقي امرأة إلى جانبك/ فلن ترى كابوساً/ يجعل من لمسة يدك ضرورة/ لأجل كل هذا، الآلهة غائبة دائماً/ فهي أرادت لحكم الإعدام أن ينفذ قربي/ أرادت في يمسا/ أن أجلس على كرسي المحكوم بالإعدام/ وأن تتغيري أنت وشِعري.
يا وحدةَ نيوتن على شفاه النساء/ يا بخارَ الزئبقِ على تنهدِ الأمهات/ يا حجرَ الفلاسفةِ والغازَ المسيلَ للدموع/ ليلٌ يقعُ على المدارسِ وصخورِ الملح/ قمرٌ ينفجرُ على خطواتِ روادِ الفضاء/ والزمانُ يغادرُ عينيك/ دموعك/ يغادرُ من كوابيس نيوتن.
كيف يمكن الإنصاتُ إلى موسيقى رفضك، رفضك لبوينُس آيرس، وأنت، إذ تتنفّسُ، ترقصُ التانغو مع الموت؟ على خيط الريح ذاك/ آنَ تُكلّمُ غيابَ أمّك/ على الطرف الآخر من المحيط، كيف لخوفِك، وكتفي تلاصقُ كتفك، أن يُشفيَ خوفي؟
لكن، لماذا نظرتِ مرةً أخرى لساعتِك؟ عرفت أنّ الانتظارَ/ هو الاحتمالُ المتراكمُ للخلود/ والعشقُ هو معجزةُ الفانين/ هو خجلُ الأبدِ/ أما الموت، فلا يُطيلُ انتظارَ أحدٍ. نهار الصيف الطويل/ يختفي بين النعوشِ وأبراجِ الساعات/ الأطلالُ فهمَت لكنّك لم تفهمي.