لعلّ تراجع الاختلافات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، في ما يتّصل بعموميات السياسات الداخلية والخارجية، قد أدّى إلى اهتمام ملحوظ بأهمية القدرات الشخصية.
من تابع المناظرة بين المرشّحين لانتخابات الرئاسة الأميركية هاريس وترامب من أولها إلى منتهاها لن يجد ســؤالا واحــدا من منظّميها عن الحرب الدائرة في السودان!
لا الجيش قادرٌ على السيطرة على أوضاع البلاد، ولا المليشيات ملكتْ قدرات تعينها على إدارة دولة مثل السّـودان، حتّى إن تمكّنتْ من السيطرة على كل الولايات.
نعرض هنا لأمور يتعلّق أولها بمسار الحرب بالسّودان، والظروف المحيطة بها. ويتّصل ثانيها بما آلت إليه أوضاع المجتمع الدولي إزاء ما عرض له من تحدّيات ومن اختبارات.
تعيش الدبلوماسية السودانية تراجعا في الأداء، يعكسه صوت ممثل السودان في الأمم المتحدة، الذي يصـارع بأسـلوب انفعـالـي يضـرّ بمنطق شكواه أكثر ممّـا ينفعها.
حملت حرب السودان وجوهاً من حرب روســيا ومن حرب إسرائيل ضد غزّة، فكلتا الحربين تدوران حول وجهين رئيسين: الهوية والانتماء، فحملت حرب السودان الكثير منهما.