حدّث أبو المدائن قال: لم يكن أشدَّ شوقاً إلى صديق لم يُخلَق من أبي هريرة. كنتُ أقول في بعض الأيام: عِم صباحاً يا أبا هريرة. فيلقاني بعينين كأنّهما الغيب ويقول: من أنت؟ أو: ممّن أنت؟ ويمرُّ كالخيال.
خرج أبو هريرة مُشرّقاً، فضرب في الأرض زمناً، ثم ردّته علينا بعض قوافل الغرب كثير الغبار فاني العصا، فسألناه في رحلته فابتسم، وقال: لو كنتم عشتُم في مستقبل الدهر لقرأتم ما سيكتبه ابن بطوطة من خرافات الصبيان.