بدلاً من موقف مصري حاسم حول حجم البحيرة خلف السد، وكمية المياه المخزنة، اتجه المفاوض المصري إلى نقاطٍ انتهى أمرها، بعد أن وصل بناء السد إلى ما وصل إليه الآن، ليفتش في الماضي، ناسياً أو متناسياً الأهم.
تبقى الرسالة الأخيرة التي ربما أراد "أبو القمح" أن يرسلها ولم يمهله القدر ليقولها للمسؤولين المصريين الذين أهملوا الفلاح والقمح واستمروا في استيرادهم أسوأ الأصناف من القمح، وهي "كفاكم إرجوت ورطوبة وسوس، واتقوا الله في خبز المصريين".
هناك اتجاه سوداني بأن يغرّد السودان في ملف السد بما يخدم مصالحه الاستراتيجية فقط، وأن يقتصر دوره في تهدئة الأوضاع بين مصر وإثيوبيا لتمرير السد، وهو ما لم ينكره أبناء جنوب الوادي؛ وقد أعلنوا أن مصر تتخوف أكثر من اللازم.
أين المتشدقون من الإعلاميين المصريين من الحدث؟ ولماذا لم يقدموا لومهم للسيسي باللهجة نفسها، خصوصاً وأن النيل قد عاد ليمر تحت جسم سد النهضة الإثيوبي الذي قارب على الانتهاء؟ ولماذا لم يتم اتهام السيسي بالضعف، وخارجيته بالفشل، ومفاوضيه بالتضليل؟