ليس صحيحاً. العالم لن يغرق في الظلام طوال 15 يوماً. هذه كذبة سيّرتها ونشرتها مواقع إلكترونية أجنبية تعتاش من نشر أخبار كهذه، تستقطب ملايين القرّاء، لتبيع الإعلانات، وترجمتها مواقع عربية، لكنّها محض اختلاق ولا أساس لها من الصحّة.
البلاد الغريبة، في كلّ لحظة، وكلّ تفصيل، لا تنفكّ تذكّرك بأصلكَ، وبكلّ تلك التفاصيل في بلادك. هي لعنة المقارنة، تلاحق المُسافِر، وتجعله أسير الصورة المقسومة إلى نصفين، والحدود الوهمية، والـ"بينَ بينْ". كما لو أنّ السفر هو إقامة في المقارنة.
ينقصنا الكثير من الضحك هذه الأيّام. وربّما هذه القطعة، وهذه السطور، كئيبة وحزينة، تماماً على عكس ما تدعو إليه. فعلى الفنانين أن يفتّشوا عن أسباب للضحك. وإن كانت "السعادة" صعبة، إلا أنّنا يمكن أن نضحك. ويجب أن نضحك أكثر.
103 ملايين مشاهدة على يوتيوب لفيديو كليب "إنتَ معلّم" للمغنّي المغربي سعد لمجرّد في ثلاثة أشهر، ليتفوّق على مجايليه والمخضرمين من النجوم العرب كلّهم، وأقوى أغنياتهم لم تتخطّ حاجز سبعة ملايين مشاهدة طوال عام كامل.
هم أنفسهم، الذين يصيحون على مزابل مذهبية، كلّ يوم، مادحين السيّد حسن نصر الله "على العمياني" أو متغزّلين بالرئيس سعد الحريري "على العمياني"، يموتون "فدا سبّاط" الشيخ أمين الجميّل أو بأمر "الحكيم" سمير جعجع، هم أنفسهم يسألون بوقاحة: أين الكهرباء؟
هكذا يشيخ أبطالنا في أفلامهم. بعضهم يكابر مثل آرنولد، ويجعلنا نضحك وهو يحاول إنقاذ العالم بعضلاته، هو وأعوامه الـ68، وبعضهم يستسلم، كما فعل بيرس بروسنان، استسلاماً يليق به وبسنواته الـ62
لا أفكّر إلا في هذا الطفل الذي يشبهنا ونشبهه. نحن الأيتام الذين لا آباء ولا قادة ولا زعماء ننظر إليهم بفخر ونتمنّى أن نصير مثلهم. آباؤنا مكسورون، مثل جورج الريف وربيع كحيل. في أيّ لحظة قد يُهانون ويُقتلون أمام عيوننا.
ليس من المبالغة القول إنّ الأمل مقطوع من اللبنانيين. حتّى حين أغرقهم نوابهم ورؤساؤهم ووزراؤهم وزعماؤهم في النفايات، انقسموا، وإن بشكل خجول، حول الزعماء وليس حول موضوع النفايات. وهنا صورة بثلاث نسخ تبرهن انقسامهم التافه.