كانت تبكي بحرقة. كان بكاؤها يتردّد في أرجاء البيت. لم تكن تخشى أن يسمعها أحد. لم تكن تفكر في الأمر أصلاً. كانت غارقة في دموعها التي لم تجففها علبة محارم ورقية كاملة.
حين كانت تلميذة، كانت تلوم أمها دائماً لأنها أنجبتها في عطلة الربيع. كانت تغار من زملائها الذين يحتفلون بعيد ميلادهم في المدرسة. يطفئون الشموع محاطين برفاقهم وأساتذتهم، يلتقطون الصور ويحصلون على الهدايا. أما هي، فلا.
أنيتا هي الخادمة التي يفترض، وفق المسمى الوظيفي، أن تهتم بتنظيف البيت بمعناه الواسع والتفصيلي وتخدم أفراد العائلة، كأن تأتيهم بكوب ماء وهم ممددون على الكنبة يشاهدون التلفاز.