أمام فواجع الواقع التي لا تطاق، يمتاز مثقّف هذه المنزلة باحتقاره تضخيم دوره مع عجزه المُركّب عن التحول محدثَ تغيير مباشر أو محو وشوم رومانسيّته الغائرة
اتباع طريق الاكتفاء مبدئيا بتقبل التناقضات يدفع إلى مراجعة طرائق التفكير وأمور راسخة في رؤية الواقع مثل تصوراتنا عن السياسة والأعداء، حتى فحص فهمنا للخير والشر.
الحوثيّة حركة عنصريّة؛ ولهذا لا تراودها أوهام بعض السلطات العربية الباطشة عن شعبيتها، إذ تدرك أنها معزولة عمّن تحكمهم، وأنها تفرض نفسها بالعنف المفرط والعشوائي. ولهذا، تتوجّس من أي تجمهر، وهناك إدراكٌ مشترك للأمر بينها وبين السكان القابعين تحت سلطتها
يمكن الحديث عن دوافع أيديولوجية وعروبية وتحرّرية لنظام جمال عبد الناصر في دعم ثورة 26 سبتمبر 1962 في اليمن، ويمكن كذلك الحديث عن حاجة عبد الناصر آنذاك إلى ملعب جديد يرمّم فيه مكانته القيادية في العالم العربي بعد ضربة الانفصال المؤلمة مع سورية.
يترجم المجلس الرئاسي اليمني المعلن أخيرا الثقل الإقليمي؛ فللإمارات على الأقل ثلاثة "حلفاء" فيه، ورئيسه رشاد العليمي، الناصري سابقًا فالمؤتمري لاحقًا، رجل أمن ووزير سابق وتجربته لا يستهان بها، ومن أهم رجالات السعودية في اليمن.
تبدو أمامنا ثلاثة مخارج حفاظًا على الديمقراطية في تونس: تراجع الرئيس عن قراراته بالضغط الداخلي بمستواه الراهن، ضغط دولي للرجوع إلى المسار الديمقراطي والدستوري، ومجابهة قرارات الرئيس شعبيًا بتظاهراتٍ توسّع معسكر معارضيه، وتزيد الاستقطاب في الصراع ضده.
المشكلة مع إسرائيل ليست فقط أنها قوة احتلال أقامت دولة بالتطهير العرقي وبتهجير شعب عربي، بل قبل ذلك أنها أولا قوة احتلال عنصري ضد العرب جميعًا، وثانيا تقطع طريق الاتصال البري بين الجناحين العربيين الآسيوي والأفريقي، وتهدد أمنهم بالسلاح النووي.
كشفت معركة مأرب المواقف "الخفية" للأطراف اليمنية الداخلية، وأيضا الإقليمية، إذ صحيح أن القسم الأكبر منهم يعادي الحوثيين، إلا أن مقارباتهم ومصالحهم تجعل المسألة تصب في نهاية المطاف لصالح الحوثيين.
يمثّل سلوك الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، شيئًا منيعًا أمام محاولات التفسير، ما يدفع المهتمين بالشأن العام نحو الانقسام إلى "اتجاهين"، لمحاولة "استيعاب" كارثيّة ما يفعله حينًا، وكارثيّة ما لا يفعله دائمًا. هنا قراءة في رئاسة هادي لليمن.