ماذا لو نسفنا كلّ الحقائق المتعارف عليها حتّى اليوم، وأعدنا البحث فيها كلّها؟ من سيحدّد مصداقية البحث؟ ولماذا نصدّقها إذا كنّا سنكذّب كلّ ما سبق؟ وهل نملك الوقت الكافي للتشكيك بمعارف متراكمة منذ آلاف السنين؟
في زمنٍ ليس ببعيد، كنّا نتندّر بأنّ العمّ سام يعرف عنّا كلّ شيء. ولم يكن ذلك صحيحاً مئة في المئة. فالعمّ سام لم يكن يهتمّ أساساً بمعرفتنا جميعاً، ولا حتّى أغلبنا. كان يعنيه قلّةٌ منّا، إمّا يراها خطراً عليه، أو يرى فيها حلفاء المستقبل.
تساهم عوامل اجتماعية وتربوية وثقافية، منها ما تتعلق بظروف التنشئة الأولى، في نزوع أبناء أسر مسلمة عربية مهاجرة في أوروبا إلى التطرف والعنف. تحاول المطالعة التالية الإضاءة عليها، وتقصيها.
لم يخرج الاتحاد الأوروبي في بحثه عن حلول لقضية "الهجرة غير القانونية"، بحلول توائم بين حقوق الإنسان اللازمة والكونية، والحد من هواجس الدول الأعضاء من تبعات أي قرار في هذا الخصوص.
بالنسبة لنا، نحن العرب، فاريناز هي بوعزيزي إيران، هي بداية سقوط طهران، هي ثأرنا من فيلق القدس في سورية، هي العدالة الإلهية، تردّ على الأجندة الإيرانية في العراق، هي قنبلة ذرّية في جوف التمدّد الإيراني
الأفكار لا تموت بالقصف، لا بل تزداد تعنّتاً. الأفكار تسلتزم حرب توعية. لكن، كيف تكون التوعية ممكنة، حين يرفض الآخر تماماً الاستماع إليك؟ فهم الآخر، على الرغم من رفض أفكاره، تبدو السبيل الوحيد لإيجاد مفتاح الدخول إلى العقول.