وجد الكرملين طريقاً رائعة للتعامل مع إيران: استخدامها ورقة في الصراع الدولي. هكذا كان تحسّن العلاقات الروسية الإيرانية، بعد نهاية الحرب الباردة، مقياساً على تدهور العلاقات الروسية الأميركية، أو وجود مطالب تريد موسكو من واشنطن تحقيقها.
بمجرد أن ارتقى دونالد ترامب سدة الحكم، تآكلت جاذبية طهران بين القوى التي تريد التعاون، أو التواصل مع الإيرانيين. انعكس ذلك سلباً على الدور العُماني، وأيضاً على التحالف الهش بين الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
قدّرت الدبلوماسية الروسية أن الحكومة السورية لا ترى مصلحةً في تسوية الأزمة اللبنانية، قبل "إعادة توحيد حلب"، وعندئذٍ، تتقاسم لبنان مع إيران، بشكل ثنائي، وتزيحان النفوذ السعودي عنه.
أوباما لترامب: الحقيقة أن كل فعله الرئيس الروسي كان مصمّماً لجذب اهتمامي فقط. عرض ممثلو بوتين علينا مئات الصفقات يتخلون بموجبها عن "حليفهم الأسد" في مقابل أي شيء في أوروبا الشرقية، لكني رفضت
أميركا تنكفئ، روسيا تتقدم بصخب، الصين تطرح مشاريع دولية وإقليمية تبيّن تقدّمها على مسرح الفعل الدولي، أوروبا تتعرّض لامتحانات صعبة، ما يضعنا أمام ملامح نظام عالمي جديد، بدأ عملياً منذ ولاية الرئيس الأميركي، باراك أوباما الأولى ونضج اليوم.
الخطر الذي طالما حذر منه زبيغينو بريجنسكي، بات قاب قوسين أوأدنى من التحقق، فها هي روسيا وإيران والصين تقترب من تشكيل تحالف جديد، سيكون له تأثير كبير على شكل النظام العالمي الذي يولد الآن من مخاض التحولات التي يعيشها العالم
بناء الصين نفوذا قويا في أفريقيا خلال العقدين الماضيين، أثر على تطور النظرية الجيوبوليتيكية؛ فلم يعد مسرح "اللعبة الكبرى" محصورا بوسط آسيا وشرق أوروبا، أوالشرق الأوسط وأوروبا وشرق آسيا، أو حتى رقعة الشطرنج الأورواسية، بل امتد ليشمل "الجزيرة العالمية" كلها.
مع تعقد صراعات الشرق الأوسط وانفتاحها وتداخلها مع بعضها تراجع نفوذ القوى الإقليمية (تركيا، إيران، السعودية..) لصالح القوى الدولية (روسيا، أميركا) التي باتت تملك مفاتيح الحلول، وتعمل على الضغط على القوى الإقليمية لدفعها نحو تقديم تنازلات مُؤلمة.
من الطبيعي، أن علاقات تنسيق قوية ستنشأ بين الضباط الروس ونظرائهم السوريين، على غرار التي سبق ونشأت إبّان الوجود السوري في لبنان، بين أجهزة المخابرات السورية والأجهزة الأمنية اللبنانية.
تقدم المطالعة التالية مقاربة لأوضاع سورية وإقليمية، أعقبت حرب1973 والأوضاع السورية والإقليمية العربية العام2015، ويرى الكاتب أن تشابهاً من حيث رؤية هنري كيسنجر، إفادة للولايات المتحدة من استراتيجية حافظ الأسد، ورؤية جون كيري، في الاستفادة من استراتيجية فلاديمير بوتين.