في متتالية بصرية، أشبه بالحكاية، يستعيد الفنان المصري عمرو الكفراوي شخوصه من ذاكرة الأبيض والأسود، في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، كأنما في مساءلة لمشهد القاهرة الشائخ. تجربة تنتمي إلى التصوير المعاصر الذي يتواشج فيه أكثر من عنصر في فضاء اللوحة.
جميع محاولات تدوين السخرية ولدت كتجارب مبتسرة تحمل أسباب موتها. ألأنها أساءت للأنبياء والرسل؟ أم لأننا شعوب ثقيلة الظل وإن ادّعت العكس؟ لا هذا ولا ذاك، لكن لأنها حاولت "الإساءة" للمقدس الحقيقي في بلداننا: الحاكم.
اختفى كلُ شئ. أخذنا نفكر ونحن نحدق في أكفـنا الآن: بأصابعنا سندفع الهواء باتجاه البيوت.. بأصابعنا نزيح يوماً آخر عن كاهل الدنيا.. بأصابعنا نتلمس الأماكن المضيئة التي نعرفها ونطمئن إليها. بين الشهيق والزفير وأشباح الغرف.