لكل كائن جهاته الست، هي حيّز كينونته ومجال حيويته، تحركه ويتحرك بها ومن خلالها، وليس في الإمكان تخيّل فقدان أي موجود، ساكنًا كان أم متحركًا، لإحدى هذه الجهات.
وفي تتبع الحوارات التي يجريها بين شخصيات أعماله الروائية والمسرحية، تتبدى هذه الفكرة بفجائعية أبلغ، فهي حوارات مبتورة، آلية، باردة، تقطعها فترات صمت ضجرة، تخلو من أي معنى أو دلالة، وقبل كلّ شيء هي حوارات لا تعبّر، لا تقول.
في شبه غيبوبة سرت إلى النزل. تداعى إلى ذهني ما كنت قرأته عن تاريخ فتح الأندلس. خرج جند من بقاع الشام كافّة، بمساندة من أهالي شمال أفريقيا، وكان أن جند حمص هم من فتحوا إشبيلية