مديوناً في بلدٍ مديون/ اتّكأتُ إلى مركبٍ محطَّم ولم أكملْ طريقي/ لم أفارقِ اليونان ففارقني الله حين أتممْتُ توبتي/ وآواني هذا الأرخبيل وآنستني/ جدرانهُ البيضاء الخفيضة، أبوابه الزُّرق/ كسمواتٍ صغيرة زرعتْها النسائم في الثلج.
في معرضه الباريسي الأخير، الذي يحمل عنوان "إلى بول تسيلان"، يقدّم الفنان الألماني أنسليم كيفر أعمالاً تُحاور قصائد الشاعر الروماني في محوها وتلاشيها، وتستضيفها في مساحة اللوحة التي تتأسّس، بمعنى ما، داخل الشعر وعليه.
كل كتاب يفضي إلى كتاب آخر، والمتعة نفسها لا تكون أحياناً إلا حلماً تخلقه الذاكرة. لم يبعدني المتهكمون بالخرافات عن عجائب الثعلبي، حيث الإيمان والمبالغات والغرابة والعبث بين رحابتين: رحابة النفس ورحابة الكون. لا رقابة. لا وصايا.
فلاحون مشرّدون نائمون على أرصفة العاصمة بعد إعلان عبد الكريم قاسم قانون الإصلاح الزراعي. هذه الأمثلة المأخوذة من رواية "بريد بغداد"، للروائي التشيلي خوسيه ميغيل باراس، تشبه في نواح عديدة تصوراتنا.لا نتذكّر العراق، الحديث والراهن، من دون عنف وحروب وقتل.
كما يحلم بعض الكتاب بتأليف أعمال كبرى، قد تساور المترجمين الرغبة في ترجمة أعمال كبرى، كأن الاتكاء على مثل هذه المؤلفات سيرسخ أقدامهم في أرض الرمال المتحركة المسماة الثقافة، حيث لا شيء يضمن كرامة العيش.
يزداد عدد المؤمنين في العالم الأوّل، وفي عدادهم المؤمنون بأن الغرباء والمهاجرين يلطّخون جنسيات الدول والأمم، لا ننسى أن النازية والفاشية كانتا اشتراكيتين أيضاً، وأن المناضل أدولف هتلر قد ألّف عمله الخالد "كفاحي" في السجن.
يعرف القرّاء عشرات الأسماء أصحاب مشاريع ثقافية كبرى ناهضوا سلطة الماضي، ولا يتسع المقال لتعدادهم، يجمع بينهم الحزم والجدّ والانضباط الذي قد يُرى يأساً مقلوباً؛ انزووا في مشاغلهم واعتصروا من الكتب كتباً مضادة
الخطباء لا يحاورون الموتى ولا يسامرونهم، ربما لأن الخطباء يجهلون الحوار. هذا ابتزاز للموتى ومتاجرة بأفكارهم وأحاسيسهم المحتملة فيما لو كانوا على قيد هذه الحياة، مثلما يتاجر اللصوص بزراعة الأعضاء.