فوّاز حداد

لم ينته دَور المثقف، ما زال لديه الكثير من العمل، لكن عليه أن يُؤمن بنفسه وبضرورة التغيير، وليس من أجل منفعة أو جائزة تهدف السلطة عبرها إلى إفقاده روح المبادرة.

لا شكَّ أنّنا يوماً سنحظى بنُقّاد يكتبون عن هؤلاء الرُّوّاد وغيرهم، فالروائيون بحسب زعمي، لا يصلحون لتقييم روائيّين مثلهم، لا لسبب وإنما لأنهم أسرى أعمالهم.

المجرمون الذين حكموا العالم أمس، ويحكمونه الآن، والمرشّحون لحُكمه في المستقبل، جاؤوا من المدارس والجامعات والسياسة والكلّيات الحربية... أي من القراءة والكتب.

طبيعة الإبداع الروائي لا علاقة لها بالتحقُّق فيما إذا كانت السيرة الذاتية أو الرواية حقيقيةً أم لا، ولا يدعو عدم دقّتها أو مطابقتها إلى إنكارها.

بات الكاتب يصنع صورته طبقاً لأنموذج لافت، فيمنح قرّاءه صورةً تروق له ولهُم، ما يُسهم في إعطاء انطباع عنه، مثالي وربما خارق، وإن كان غير حقيقي.

طالما أنّ الفنّ، من حيث الجوهر، وسيلةٌ خيالية لنقل الأفكار والمشاعر، ويُفترض إدراكه والإحساس نحوه بشعور ما، فلماذا جعْله عصيّاً على الناس العاديّين؟

حملةٌ تستهدف كلاسيكيات الأدب بدأت في قاعات الجامعات ثمّ انتقلت إلى الصحافة ووسائل التواصل؛ مفادها أنّ الكلاسيكيات فقدت مركزيتها لعدم اتصالها بمفاهيم عصرنا.

ما الذي يُعلّمنا إيّاه التاريخ من درس غزّة؟ حيث المجرمون يستفيدون مما يجري بتطوير آلة القتل، وتوفّر لهم الحماية مصالح الدول الكبرى وعجز القوانين.

تجاهلت الدول الغربية، التي ظلّت تصرّ على حلّ الدولتين، قرار الكنيست الإسرائيلي الأخير برفض إقامة دولة فلسطينية، مستكملةً مسيرتها في السقوط الأخلاقي.

تستعيد جماعات أقصى اليمين الأوروبي ما كان شائعاً في عهود الدكتاتوريات الفاشيّة، بل إن قادتها لا يتورّعون عن اعتبار الشعوب الأُخرى أدنى من البشر.