كاتب وصحفي فلسطيني مقيم في لبنان. مواليد 1954. عمل في الصحافة الكويتية منذ منتصف السبعينات إلى 1986، أقام في قبرص، وعمل مراسلا لصحف عربية. ينشر مقالاته ودراساته في عدة صحف لبنانية وعربية.
إن بقي التصعيد الممنهج والمتدرّج من إسرائيل سيد المرحلة، فإن ردود الفعل التصعيدية الفلسطينية ستواصل تأكيدها وإصرارها على بلوغ مرادها في كسر حدّة قوة الردع التي يحاول رئيس حكومة العدو، نفتالي بينت، تأجيجها، من دون أن ينجح بالاقتراب من محاولة الانتصار.
باتت أنظمة رسمية عربية عديدة تتجه، لأسباب داخلية وخارجية مختلفة، إلى تطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، قبل التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية؛ في وقت باتت هذه الأنظمة تعتقد أن التطبيع مع إسرائيل يساعدها في حماية أمنها، وتقريبها من واشنطن.
من يتعمّق في مطالعاته وقراءاته للتاريخ والجغرافيا العربيين والثقافة والعلوم التي اعتبرت جوهر التراث التقليدي، يتبين له أن هناك تزييفات وتأويلات وتقويلات وأحاديث وارتكابات لا حصر لها، لم تقم وزنا لحقائق أو وقائع جرى تغييبها عمدا لغايات سلطوية.
حوّلت السلطة الدولة في بلادنا إلى تابوت، لكل ما هو حي في ثقافة وسياسة واجتماع وتاريخ وعلوم الأمة/ الشعب/ الوطن والمواطن، ولم يعد لها من قيمةٍ تُذكر إلا لدى بعض نخب المثقفين ومعارضي السلطة، المقاتلين من أجل الحرية والكرامة والاستقلال الناجز.
في عالم اليوم تحوّلت وتتحول أنظمة سياسية عديدة من نظام دولة المواطنين إلى أنظمةٍ/ شركات وظيفية تابعة، في خدمة سياساتٍ أمنيةٍ وسياسيةٍ واقتصاديةٍ وعسكرية، لصالح قوى إقليمية أو دولية، تتناحر وتتناتش في تنافسها على استراتيجيات الهيمنة.
في ظل النظام الدولي الجديد أو المتجدّد، وحتى المستجدّ بأقطابه القدامى والجدد، الذي دشنته الولايات المتحدة بصعود قطعانٍ من "محافظيها الجدد" إلى السلطة في البيت الأبيض، جرت تحولاتٌ انقلابية عديدة على الصعيد الدولي، بما أضفته من تأثيرات عميقة ضد الدولة.
في الدولة الفاشلة في "بلاد العرب أوطاني"، لم تصل أيٌّ من قضايا الرأي العام أو السياسة إلى خواتيمها تلك التي يرجوها العدل، ما يعني أننا أمام دول عصيةٌ على أي إصلاح أو تغيير، كما هي عصيةٌ على إنقاذ مجتمعها ووطنها من نيران تشعلها هذه السلطات المستبدة.
يخطئ من يظن أن الدكتاتور يمارس فنون دكتاتوريته وحيداً، أو هو يستبدّ برأيه استبداداً فردياً خالصاً، من دون الحاشية المحيطة ومجاميع المستشارين وأهل السلطة ممن يشكلون القاعدة الاجتماعية والطبقية والسياسية والحزبوية، لمنظومة الحكم والسلطة.
شكّل المجتمع المدني في التجارب السياسية والمجتمعية الحديثة الأرضية والقاعدة الصلبة التي استطاعت تهيئة شروط ومعايير وآليات إنجاز ديمقراطية حقيقية، لا تنحرف بسهولة عن مآلات الدمقرطة والأهداف الطبيعية لتلك العملية، أو الابتعاد عن آليات تطبيقها.
الخشية اليوم من أن يعمد العدو الصهيوني إلى استرداد زخم قوته وجرائمه العدوانية التي انكسرت بفعل عمليات إطلاق الصواريخ والوحدة الكفاحية الميدانية، وذلك قبل أن يستثمر الفلسطينيون معطياتهم الكفاحية ويركنوا مجدّدا إلى الانقسام الفصائلي.