بدأت الرحلة بكثير من الترقب والقلق والفرح، (نلت بسبب الرحلة شرف لبس أول معطف في حياتي وكان لأخي الأصغر مني)، حيث سافرنا منذ ساعات الفجر الأولى من حيفا إلى القدس عبر الطريق القديم الذي يمر بغور الأردن
بعد مرور أربع سنوات على الثورة السورية وما حصل من إجهاض لثورتيْ مصر وتونس، باتت القناعة مكتملة، أنّنا نعيش أيام الكابوس العربي، ولا أمل للعيش بحرية وكرامة
بعيداً من رومانسية الزمن الجميل وتوابعه، عدت بذاكرتي لأيام طفولتي. نحن عائلة مكونة من ولدين وبنتين وبالطبع الوالدين. كنت محظوظة لأنّ والديّ كانا من محبّي القراءة وشاركتهم أنا وأخي الأصغر حبّهما القراءة، ولم تشاركنا أختي الصغرى وأخي الكبير هذا الولع.
تقع مقابر حيفا مقابل البحر، وهي تأوي جميع الطوائف، لا يفصلها عن الشاطئ سوى الطريق السريع الذي يصل حيفا بيافا، لكن هذا لم يُحفّزني يوماً على دخولها، رغم موت العديد من الأقارب والأصدقاء.