لا أذكر متى بدأت أشجع منتخب البرازيل. أظن أن ذلك كان في مونديال عام 1986. في العائلة الصغيرة كنا دائماً مشجعين للبرازيل، أما العائلة الكبيرة فظلّت منقسمة بين مشجعين برازيليين ومشجعين ألمان من الذين ضلّوا الطريق.
لم يكن مشهد الصراع على السلع الاستهلاكية المدعومة في لبنان، من زيت وحليب وغيرهما، مفاجئاً. هو ليس أول علامة من علامات الانهيار المستمرة ولن يكون الأخيرة.
لبنان أحلى بلد في العالم. لا أعرف من أطلق هذه العبارة وصدّقها، ولا في أية مناسبة جاءت. لا أعرف على ماذا استند قائلها ومن كرّرها من بعده، ولا ماذا يعرفون عن البلدان الأخرى وعن العالم خارج حدود البلد الصغير. على من تعرفوا من أمم، ولا بمن احتكوا من شعوب
لا بد من اعتراف في البداية. ما زلتُ أشاهد بين الحين والآخر فيديوهات السحابة العملاقة التي انفجرت في قلب المدينة. أكثر من شهر ولم أستوعب حتى اللحظة هول الانفجار الذي عصف بمرفأ بيروت.
لا تنتهي قصص انفجار مرفأ بيروت الموجعة. قصص تصفع وجوهنا في كل لحظة. تعصر قلوبنا. تنقلنا من حزنٍ إلى حزن. تسرق نومنا المحدود. تقطع أنفاسنا فنعود في كل مرة إلى التقاط الهاتف للاتصال مجدداً والسؤال عمن نحب والتأكد من أنهم بخير فعلاً.
يسألني جاري العجوز، كلما التقيت به صدفة في المصعد، عن موعد "الانهيار الكبير" في لبنان، فأكتفي بالابتسام طالما أنني لا أملك إجابة واضحة لهذا السؤال الذي يؤرق معظم اللبنانيين.
علا صوت الصبية كأنها انتفضت بسبب حدث كبير، ونزلت فجأة عن الدراجة النارية التي كانت تركبها خلف الشاب صاحب ملامح الوجه القاسية، ببنيته الضخمة وعضلاته المفتولة مثل أبطال أفلام الأكشن الأميركية
نشر صديق قبل أيام صورة قديمة، بالأبيض والأسود، على صفحة فيسبوك الخاصة به، لسيدة جميلة تبتسم لآلة التصوير أمام بستان من الأشجار وكتب فوقها: "عشتُ حتى الآن 36 عاماً بلا أم".
لا أعرف صاحب الصورة ولا أين التقطها. ولا أعرف الأشخاص الموجودين فيها. لا أعرف المكان بذاته. وربما لم أكن لأعرف المناسبة لو كنا في يومٍ آخر. لكني أعرف أنني رأيتُ نفسي واقفاً مع الواقفين في الصورة.