أنتظر بصبر/ أن يتحوّل النهار لشجرة/ أن تتحوّل هذه المرأة/ إلى نهر صغير/ أن تتحوّل الأرض/ إلى حلم طويل بلا باب/ ألوّح بيدي داخل حوض/ لأسماك وحيدة، وغريبة/ أنتظر أن تتحوّل يداي قارباً/ أنتظر بصبر/ أن يتحوّل هواء الصباح/ إلى مزهرية قديمة.
ماذا لو هربنا من كُلّ هذا/ من الحُبّ / ومن الشعر المتراكم كرمال لا تنتهي،/ لنركض بقوّة يا عروة بن الورد /يا بن وردٍ ذابل؟ / أعرفُ، لن نصل
لكنْ لنركضْ بقوّة حصانٍ خاسر.
غفوتُ كما تغفو السماء على السقيفة/ كما يغفو المطر في البرك الصغيرة/ كما تغفو النجوم بعيداً في الثلج/ ورأيت في الحلم/ قطيعاً من السموات/ والموتُ راعٍ لا ينام/ رأيت كلاماً كثيراً ملقى في الشارع/ وأصدقاء قدامى يخرجون من مناجم لا مرئية.
أَنظر لزهرة أقحوان تتفتح/ لسنونو ينقر مطرا قديماً/ لفتاة تستقلّ حافلة و شعرها يطير/ لسماء تنحني كعجوز علينا بلا قبل/ لرجل يمشي كأنه يحلّق لأنه نسي حبيبته في مكان ما/ أنظر لكل هذا الجمال/وأطلب من الله/ عيوناً كثيرة/ أمشي إلى البيت من ممرّ الشمال.
في ق
في حيّنا فتاةٌ تُسمّى مادلين/ لكن لا يوجد حيُّنا/ ولا توجد مادلين/ فتيات كثيرات باسم مادلين/ يفتحن شبابيكهنّ كلّ صباح/ وينظرن إلى العصفور الذي يحلّق وحيداً/في تلك الأمكنة السحيقة/ التي لا يصلها القلب/ ولا يملكها الخيال/ توجد فتاة اسمها مادلين.
يا هالدا نسيناك في مقهىً فقير/ باسم الحب/ ناظراً عبر الزجاج/ للعائدين من حروب خاسرة/ لم تربح إلا نفسك/ أذكر أنك أشرت إلى زهرة توليب/ وقلتَ: هذا هو الحب/ فهل أفتح الباب/ كي يدخل النسيان/ حاملاً سرّه وزهوراً صفراء؟
لأنني لا أعرف هل أثمرت شجرة الحي القديم/ لأنني لا أعرف هل العشب خارج بيتي سعيد/ أم العشب الذي نما داخله أسعد/ لأنني لا أعرف شيئاً عن السعادة غير سعال الجار/ تركت بقايا البرتقال في الكأس/ مصيدة للذباب.