لا يقتصر عمل الإمارات على إشاعة الفوضى وصناعة الأزمات التي تسببت في استنزاف مواردها النفطية في معمعة هذه الصراعات فحسب، وإنما تدفع باتجاه إقامة علاقات مشبوهة على حساب القضية المركزية وثوابت الأمة الواحدة.
صارت "الدولة الشرعية" اليمنية محكومة بسياسة التبعية والاتباع التي أفقدتها ذواتها الفاعلة في أحوال كثيرة، وحصرتها في دائرة ضيقة مغلقة، محدودة الحجم والتأثير. وقد أدى هذا الركود إلى تفاقم المعاناة واجترار الخيبات.
تمتاز آراء زعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، بالجرأة الناقدة، وهي مدعمة بحسن الثقة والاطمئنان في تقييم أدائها المنتظر. لا أحد يكره سماعه، بل غالباً ما يستوقف الجميع، حين يتحدث ويزيدهم شغفاً وفضولاً لمتابعة ما يمكن تقديمه من خبرة ناضجة.
لا تبحث العربية السعودية عن تعبئة منظّمة لنجاح مواجهتها في دفة الصراع وإدارة الأزمات المحدقة بها، بل تُمعن في البحث عن صراعاتٍ أخرى يجري التحرّك على أساس معاداتها، حتى ولو تعارضت دوافعها مع المواقف المرتبطة بمستقبل الصراع والأحداث الجارية.
بين فاقة الجوع ومسافة الأمل يبقى انتظار الفرج موعوداً بالخلاص النهائي، والبدء في مشاريع الحياة التي تدعو إلى التفاؤل والبناء من جديد، لأن الأمل يبقى ملازما للإنسان، حتى في أحلك الظروف.
كان التوجّس قائماً بين الداعية السعودي سلمان العودة والسلطات الحاكمة في بلاده، حتى أنّ النشاطات التي كان يقوم بها كانت تتخطى نتائجها أقطار أخرى كثيرة، لاسيّما بالنظر إلى قياسها وتأثيرها العام، وهو ما سبّب لهم قلقا بشأن حجمها وانعكاسها.
الرئيس المصري الشرعي، محمد مرسي، ابتهاج يفتح القلب لكل تطلع وافتخار، وتفكير يتجاوب مع فطرتنا السليمة، وإيمان يلتقي مع تماسك جيلنا المتحفز بعظيم الهمة، يميل في حقيقته المكنونة لكل غاية تخاطب الحق وتثبت على وجهته الصحيحة.
الذين أقدموا على عزل المناطق الفلسطينية عن هويتها الإستراتيجية كانوا يراهنون على حالة الضعف في الأحوال العربية، ومن بينها الحالة الفلسطينية، لكنهم لم يدركوا في المطلق أن الإقتراب من ثالث الحرمين وقبلتنا الشريفة يعد حماقة كبرى لا تغتفر بأي حال.
أن تخلو حركة نضالية من استعادة الوحدة السياسية وتقيم العداوة على خريطة القوى الداخلية، وتلجأ إلى تنفيذ مشاريع الغير، بذريعة حلم الانفصال، ناهيك عن استبعادها الأسس والمبادئ التي تحقق العيش المشترك، وتجاهلها روابط المصير الواحد، فهذا من مظاهر الفوضى الشاملة.
ينطوي الانفتاح حين إطلاقه أول مرة على مخاطر عكسية، قد تزعزع ثقة الاندماج السياسي والاجتماعي، وتضر بالشعور الجمعي المشترك، وتخل بالعلاقة التاريخية التي كانت سائدة في السعودية نتيجة تقديس التراث والتسليم المطلق بسيرورته.