كانت الهزيمة قاسية لنظام السيسي، فقد مثل الإفراج ضربة قاصمة للنظام المصري وآلته القضائية، وللحكومة الألمانية التي تواطأت معه، ولكن خصوصاً للذراع الإعلامي (وفرعه التونسي) الذي أبدى شماتة كبرى.
تستحسن "النهضة" وجودها في السلطة، مع بقائها خارج المسؤولية، و"نداء تونس" في تجربته الأولى في الحكم، ما يهمه أكثر عدم سقوطه في أخطاء كارثية تقضي على مستقبله السياسي، على الرغم من تراجع شعبيته ورصيده في استبيانات الآراء.
رسائل اليوم من الشباب كما رسائل الموسم الماضي، والذي قبله، يبدو أن السياسيين أبعد ما يكونون عن التقاطها، فما بالك بفهمها واستيعابها. الغرق في السلطة ومغنمها أعمى الأبصار، بل أعمى القلوب التي في الصدور، فالمعالجات الأمنية قاصرة في جوهرها.
لم يبن الحبيب بورقيبة مواطناً بإرادة وحرية وثقافة أصيلة، فالهوية العربية الإسلامية كانت في مقدمة الواجهات التي جابهها، كما أن التعليم لم يكن مجدياً ولم يخلق نهضة، وكان في أغلبه عقيماً لم يقدنا سوى إلى الأزمات والانهيارات الاجتماعية والاقتصادية.
نشكرك غزة، لما خلقته من توازن رعب، وردع خارق لغطرسة الاستعمار، وتكسير لأسطورة التفوق العسكري الإسرائيلي، وكذبة القبة الدفاعية الجوية، وأكثر الشكر للرجال الذين نقلوا المعركة إلى ما وراء خطوط العدو.
ما تمارسه الديبلوماسية الأميركية والفرنسية نفاق حقيقي، فمن جهة يصبون كل الجهد في الحديث عن قواعد حقوق الإنسان والقرارات الأممية، بهدف تجريم المقاومة، ويشطبون كل حديثهم هذا بهدف حماية إسرائيل.
إمعان المحتل الصهيوني في مجازره البشعة ضد شعبنا الفلسطيني، يقول أمرين: الوحشية والإجرام من سمات هذا الكيان الغاصب، والمقاومة الباسلة تكبد هذا المحتل خسائر لا يقوى على احتمالها، فيزيد من حدة انتقامه.
الحفل التنكري أريد له أن يكون بإخراج امبراطوري، والسجادات الحمراء كانت متعددة وممتدة، والتشكيلات العسكرية كانت طويلة، والمباني كانت شاهقة، وقاعات الاحتفال كانت فسيحة مليئة بالنياشين، والهدف لم يكن خافياً.
الأزمة الاقتصادية والخيارات غير الوطنية وغير الشعبية لحكومة مهدي جمعة، لرفع الدعم واستمرار الخضوع للدوائر الدولية المالية والسياسية، لن يوفر الإطار الملائم لتجاوز الأزمة الحادة، كما أن التوجه الرسمي إلى تصفية الثورة ورموزها، وضرب منظومتها القيمية، سيزيد التدهور.