على جانب آخر من فلسطين المحتلة، تمارس قوات حركة جماس سياسة أخرى في تعذيب أبناء قطاع غزة الذين خرجوا كي يطالبوا بالحياة، بالعيش بكرامة، بالعدالة والأمان، ليضاف ذلك إلى ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي.
إذا كانت هناك معارضة فعلية، وفقاً للقانونين، الفلسطيني والدولي، في ما يخص المحكمة الدستورية، فلنصرح علناً إن استمرارية المجلس التشريعي الفلسطيني، بعد كل ما حدث في قطاع غزة أيضاً غير قانوني، ويشكل خرقاً للدستور والقانون، ولا بد من إبطاله بسرعة.
أتمنى من الشعب الفلسطيني التعقّل والتفكير بعمق، حتى لا نحصد ما زرعه الأعداء بأرضنا، وحتى لا نتحسر على ما اقترفته أيدينا، ففلسطين تستحق منا التضحية أكثر، والدفاع عن قضيتنا يحتاج سياسة دهاء، حتى نستطيع الوقوف بجانبها وننقلها إلى برّ أمان.
لعبة السياسة كبيرة وواسعة علينا، ومن الصعب علينا، نحن الأفراد، أن نفهمها، فهذه اللعبة تحتاج فطنة وذكاء ودهاءً، لإقناع الغرب بأننا لسنا إرهابيين، وأننا دائما نمد يد السلام إلى الاحتلال، لكنه دائم نقضها ورفضها.
بعد الانتهاء من الجنازة، ألقوا اللوم على شماعة الاحتلال التي دائماً نتعلق بها، دون الاعتراف بأننا سبب في إحدى هذه الأزمات، أو أن تلقى على حكومة رام الله الشماعة الأخرى التي أوجدناها، لكي نلقي عليها أسباب فشلنا في إدارة الأزمات.
هل لي بسؤال لكم، أيها الأبطال، ممن أفرج عنهم: ماذا حدث معكم عقب الإفراج؟ وكيف تقبلتم هذا الواقع الذي نعيشه في ظل حكومات سوداء؟ ولو خيرت بين البقاء في سجن المحتل والعيش حرا.. ماذا تختار؟
بتُ لا أعرف، ماذا يدور برأسي كما يحدث مثلكم تماما، بتُ لا أعرف، أكتب وأنتقد هؤلاء، أم أكتفي بالمشاهدة من بعيد خوفا بأن أتهم بالتحريض أو السب على شخصيات بعينها، فتحرر ضدي شكوى، وقد أسجن.
الوضع المأساوي في غزة لم يسلم منه الأطفال. لذا، لن أناشد أولي الأمر منهم بأن يتطلع إلى المساكين، ولن أقول "كلكم راعٍ، وكلكم مسؤل عن رعيته"، فإذا لم نكن نرحم بعضنا، لا يجب أن نطلب من الغير أن يشفق علينا.
لماذا وافقت حركة حماس في هذا الوقت بالاحتفال بالانطلاقة الفتحاوية، وما هو السر في ذلك؟ هل هناك اتفاق لم يعلن بعد يخص المصالحة الفلسطينية؟ هل سيتم انتهاء أزمة الحصار المفروض على القطاع، وسيفتح معبر رفح الدولي؟
من غير المعقول ربط سلاح المقاومة بتسليم المعبر للسلطة الفلسطينية، باعتبار أن ذلك سيؤدي إلى وقف المقاومة، والحد من سلاحها، كما قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، رابطا بين فتح معبر رفح وتسليمه والقضاء على الهبة الشعبية بالقدس.