لم يتفاعل اليسار المغربي إيجاباً مع ما اعتبره التفافاً من السلطة على الحركة النضالية التي أطلقتها حركة 20 فبراير، وهو ما تجلى في التصويت "لا" على الوثيقة الدستورية، وتمّت عملية مقاطعة الانتخابات التشريعية التي جرت أواخر 2011
كشفت جنازة الراحل عبد الله باها عن شيء جميل، يحصل عندنا هنا في المغرب، وخصوصاً للطبقة السياسية، حيث غالباً ما يتم وضع تشنجات السياسة ومشاداتها جانباً ليتم تقديم واجب التضامن والعزاء ومحاولة اقتسام محنة اللحظة والتخفيف منها قدر الإمكان.
حزب العدالة والتنمية في المغرب ربح تسويق اعتداله "المشكوك فيه"، إذ بدا وكأنه قادر على التعايش، حتى مع التيارات الشيوعية، فلا خوف على الحزب، هذه المرة، من مقولات لها علاقة بالهيمنة والتسلط وقلب الطاولة.
في اللحظة العربية الراهنة، وفي ظل ما تمر به الحركات الإسلامية، نحتاج في مقابل "الإخلاص الأيديولوجي" إلى أشياء لها علاقة بالصواب والمعرفة والتمكّن، أو ما يُعرف في قاموس الإسلاميين بـ"فقه الواقع".
إذا استطاع الحزب الحفاظ على مكانته في تدبير المرحلة القادمة فسيكون قد ضرب ثلاثة عصافير بحجر، سيكون قد استطاع تجاوز "الصعوبة الديمقراطية" المتمثلة في المحافظة على السلطة، إذ الصعوبة غالبا ما تكون مرتبطة بالحفاظ على مكتسب التسيير أكثر من بلوغه.