حتّى يشرق ذلك الصباح، ستبقى الأرض تضج بقصص كل الشهرزادات في كلّ مكان، ولن يسكتن عن الكلام الممنوع، أو المباح، فما عليك إلّا أنْ تصيغ السّمع في هدوء الليل لتسمع همساتهن وأنّاتهن وحكاياتهن.
ها هو الأسد يصرخ كلّ يوم "وطنٌ مقابل كرسيّ"، محولاً بذلك سورية إلى ساحة صراع أولمبييّ لكلّ القوى العالمية الكبرى والصغرى والإرهاب والدواعش والشّبيحة والمرتزقة والمافيات واللصوص وتجّار السّلاح والبشر.
إنّه نزوح شامل من أجل العلم والعمل والحياة الكريمة والسّلم والحرية. إنّها هجرة جماعّية لامثيل لها في التاريخ المعاصر، ابتلع فيها البحر المئات من الضحايا، وكأنه يردد على مسامعهم شعر محمود درويش: "لا ليس لي منفى لأقول لي وطن/اللّه يازمن!