المطلوبَ اليوم نظرةٌ تراحمية تنتشل الأوطان والشعوب من نُذُرِ كوارث تلوح في الأفق القريب، نظرةٌ ثم فعلٌ ينقذ الجميع من روح البغي والعدوان التي تدور بينهم في دائرة صراعية لا تنتهي.
ما يتمناه المرء في ظل نتائج الانتخابات التونسية أن تكون الديمقراطية انتصرت فعلا في تونس، وأن استقرارا سيسود هذا البلد الحبيب، وتداولاً للسلطة سيكون متاحًا بين قواه السياسية، وتقدمًا سيحظى به هذا الشعب.
صحيح أن المعادلة الجديدة للسلطة في مصر لم تتشكل بعد، لكنها حين تنضج ستكون نتيجة التفاعل الحاصل الآن بين قوى المجتمع والدولة والصراع بينهما، ولن تخلو المعادلة الجديدة من نفوذ كبير لقوى المجتمع حتى وإن لم يتم لها النصر الكامل.
تختلف مبررات معاداة الانقلاب في مصر، باختلاف المشارب الفكرية لأصحاب الرفض، لكن الجوهر يبقى واحداً، وهو رفض نيل السلطة بغير وجه حق، وان اختلفت المبررات الخطابية بين الاسلاميين واليساريين والليبراليين وغيرهم.
تبدو إجراءات انقلابية عديدة في مصر مستغربة، ولا تظهر بمظهر سياسات استراتيجية صادرة عمن يريد الاحتفاظ بالسلطة، بقدر ما تظهر على أنها سياسات لتعميق التجريف اللاحق بالقطاعات كافة في مصر، والتسريع في انهيار الدولة وتفتيت مؤسساتها وحضورها.
تنوعت أشكال خرق القانون وتغييب الدستور في مصر، منذ انقلاب عبد الفتاح السيسي على الرئيس الشرعي، محمد مرسي، وشهدت المحاكم المصرية محاكمات سياسية عديدة لمعارضي الانقلاب، امتازت بعدم وضوح إجراءاتها، ووقوعها في اللبس القانوني.
ما لم يكن لك تنظيم في الانتخابات، لا قيمة لك، ولست محلّ احترام، ولن تستطيع تحقيق خُمس ما حققته قبل عامين، وستتفوّق عليك الأصوات الباطلة، بل سيتم إجبارك على الاستمرار في أداء دور هزلي محلّل، وستعيش منبوذاً بلا وزن.