ربما تسعى الحكومة الفلسطينية الجديدة إلى التوافق مع القاهرة بشأن آليات التعامل مع غزة وإخضاعها للسلطة الفلسطينية، وبدون هذا التوافق لن تستطيع حكومة اشتية تنفيذ استراتيجية استعادة غزة باحتواء حركة حماس، أو العمل على إضعافها وهزيمتها.
الحشد الجماهيري الكبير في حفل ذكرى انطلاقة حركة حماس في غزة، تنوّعت شرائحه ما بين الشباب والشيوخ والأطفال والنساء، ومثّل استفتاءً جماهيرياً حازت خلاله حماس على تأييد واسع في الشارع الفلسطيني، في دلالة واضحة على فشل الغرض من حصار غزة.
يحمل تعزيز الوعي الأمني لدى الجمهور، العربي عموما، والفلسطيني خصوصاً، أهمية كبرى في إفشال مخططات الاحتلال، وهذا يتطلب حساً أمنياً يجب أن يتسم به المواطن العربي، لأن الاحتلال لن يمل من محاولة اختراق مجتمعاتنا العربية والفلسطينية تحديداً.
قناعتنا راسخة بأن الدولة الفلسطينية المنشودة ستقام، عاجلا أو آجلا، بسواعد أبنائها بعد طرد الاحتلال من أرض فلسطين بقوة الساعد والسلاح لا باستجداء التسوية والسلام.
سيحمل إقدام رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، على اتخاذ إجراءات ضد قطاع غزة، نتائج كارثية تتمثل في انفصال سياسي حتمي بين غزة والضفة الغربية، وسيدفع غزة للانفجار تجاه دولة الاحتلال.
الرفض الفلسطيني للتطبيع الإعلامي مع الاحتلال ناتج عن المعاناة الذي يعيشها الفلسطينيون منذ نكبة 1948، وهم يشاهدون قوة الاحتلال ونفوذه لدى الأنظمة العربية يزداد يوما بعد يوم على حساب عدالة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
فتحت اتفاقية أوسلو باب التطبيع مع دولة الاحتلال على مصراعيه، وراكمت قوة دولة الاحتلال على الصعيد الدولي دبلوماسيا واقتصاديا، فقد افتتحت شركات دولية عديدة فروعا لها داخل دولة الاحتلال، وسعت أنظمة عربية عديدة إلى نسج علاقات دبلوماسية مع الاحتلال.