لم تشهد القضية الفلسطينية حالة من الوهن والضعف والشتات على صعيد التضامن العربي والإسلامي كما هي عليه اليوم، إذ غرقت أو انشغلت الشعوب العربية بما تعاني منه بلدانها، في حين استغلت الأنظمة واقع الحال للذهاب بعيداً في التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.
في حال حدوث التطبيع بين السعودية وإسرائيل، تبقى الأخيرة الرابح الحقيقي سياسياً، إذ يتحقّق بذلك حلمها الأكبر في التطبيع مع دولة هي الأكبر عربياً وإسلامياً، على اعتبار أنّ ذلك مدخلاً لحصولها على اعترافٍ كامل من بقية الدول.
ظهر رئيس حكومة الاحتلال، نتنياهو، في مقاطع الفيديو، يسارع في الهرب والاختباء من صواريخ المقاومة، وكان، قبل ساعات فقط في مؤتمر صحافي آخر، قد أعلن متبجحًا عزمه على فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وغور الأردن.
تبقى الحقيقة التي يتجاهلها المستوى الرسمي الفلسطيني أنّ البكاء على الأطلال لن يجدي نفعاً، وإن لم نتحرّك، نحن الفلسطينيين، بتحرّك له أثره على الأرض، لن يرتدع نتنياهو، ولا من سيأتي بعده.