كيف غابت النظرة البراغماتية عن جمعيةٍ، لها رصيد حقوقي ثقيل وطنياً ودولياً، مثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إلى درجة الإعلان عن عدم المشاركة في حدث حقوقي، يحظى بمتابعة إعلامية دولية واسعة؟
عندما يطالب رجال التعليم في المغرب بالتعويض عن العمل في المناطق الصعبة، متجاهلين، عن قصد أو عن غيره، مشكلات التعليم الأخرى، فإنهم، للأسف، يحاولون فقط خدمة مصالحهم الشخصية، وليس مصالح الرسائل النبيلة التي كُلّفوا بتبليغها.
الفجوة الواسعة بين الواقع والإعلام الرسمي، في المغرب، توضحت عبر سؤال الملك أخيراً "أين هي ثروتنا؟" فقد انتقد الملك نظامه علناً، في حين كان الإعلام الرسمي يمجد ويختلق التبجيل، على خلاف ما جاء في خطاب الملك.
هل من القضاء والقدر، أن تتناوب علينا الحكومات بالوعود الكاذبة؟ هل مصيرنا ينحصر في الجلوس أمام شاشات رسمية تضحك علينا، عوض أن تجد للمعرفة أو الضحك طريقاً إلى قلوبنا؟
ما نخشاه أن يأتي يوم يقول لنا فيه عبد الإله بن كيران إنه سيكون من بين الخارجين إلى الشارع للاحتجاج ضد "التماسيح والعفاريت" الذين يشعلون النار في الأسعار، في تحد صارخ لحكومة تقول إنها جاءت مع رياح الربيع المغربي.
كانوا يقولون لنا إن الإنسان بلا أخلاق لا يساوي شيئاً، لكن، عندما كبرنا، اكتشفنا أن نهب المال العام لا يندرج، بالنسبة إليهم، ضمن "جرائم الأخلاق" المسؤولة عن معاناة شعب من الحرمان.
حزب العدالة والتنمية في المغرب نزلت به الشعبوية، والمصالح الحزبية الضيقة، إلى درجة توظيف الأخلاق، كما يفهمها الإنسان العادي، المغلوب على أمره، بسبب الأمية والجهل، وليس توظيفاً شاملاً للأخلاق أن يصنف "المليارات المهربة إلى الخارج" ضمن الجرائم الأخلاقية.
المغرب والجزائر بلدان لهما قواسم عديدة مشتركة، فيما يرتبط بالفساد والأمية والفقر والعبث السياسي في أبشع صوره، ولهذا، من الغرابة أن ننتقد العملية السياسية المعطوبة في بلدٍ، نلمس في شعبه معاناة الشعب المغربي.