ما الذي كُنَّا نتوقَّع أن نجدَه في ذاك المدى الوعر؟/ صبيةً كُنّا نحفر الأرض بكلّ حاد نعثر عليه/ نجمعُ الخشب/ ونتصيَّد وضوحاً ما، في ورش العَمار، في ما لم يتشكّل بعد/ ما الذي كُنَّا نتوقّعُ أن نبنيَه/ ونأملُ اكتشافَه؟
نمشي في ضيق الشوارع القديمة. أخاف الضياع فأمسك بيدها في زحمة البشر. ألوان وأشياء بدت لي كالسِّحر. لكنّنا كنّا نمرّ عليها بسرعة خوفها - خوف المدينة وخوف الأمومة. كانت تحبّ مشرفًا يطلّ على قبّة الصخرة، فتسرع للوصول إليه كما لو أنه الجنّة.
ليس المكان ما يسعى إليه الشعر. وهل يسعى الشعر إلى شيء؟ إن سعى إلى شيء، يسعى إلى إعادة خلق المكان والزمان داخل اللغة، يسعى إلى وقع الكلمات في المكان وفي الزمان. كلمات كنت أسدّدها عربية فلا تصيب في قلب الأشياء. لا تصيب أبداً لأنْ لم يكن لها وقع.
حفر فيّ لغةٌ ليست واحدةً. فأجد هذا اللسان الإنكليزي الذي استعمله كل يوم مملاً في التركيب، حتى في الشِّعر. يَحِزُّ فيّ، يقطعني في منتصف الجملة، في منتصف العاطفة. لا أفهم هذا الصوت، أرتبك وأقول لنفسي: فلأتجاهل هذه الكلمات الخاويات وأمشي في الشارع.