سورية بعد الحرب الأهلية هي "وطن التهجير" الأول في العالم. نظام الأسد جلب الأمرّ لشعبه، الذي ذاقه بعيداً من أماكن نشأته وحضن أقاربه. المآسي مستمرة لكنها لا تلغي آمال العودة.
بعد ساعات انتظار في العراء زادت عن 30، وصلت قافلة مهجري بلدة أم باطنة من ريف محافظة القنيطرة جنوبي سورية، صباح اليوم السبت، إلى مخيمات دير حسان في ريف إدلب الشمالي، بعد أن فرض عليهم نظام بشار الأسد التهجير برعاية روسية.
أصدرت مديرية التربية التابعة للنظام في محافظة حمص السورية قراراً بفصل إداريين ومدرسين بمدارس ريف حمص الشمالي ممن خضعوا للتسوية التي فرضها النظام على من قرروا البقاء في المنطقة استكمالاً لقرارات مماثلة بحق أكثر من 1800 مدرس وموظف.
أغرقت الأمطار والسيول الناجمة عنها عدة مخيمات في ريف حلب الشمالي، متسببة في أضرار كبيرة، خاصة في المخيمات القريبة من مدينتي الباب وجرابلس، والتي تؤوي مهجّرين من الغوطة الشرقية وجنوب دمشق.
فَرّق التهجير أهالي منطقة الحولة في ريف حمص الشمالي لينتشروا في بقعة جغرافية تعادل مساحة منطقتهم عشرات الأضعاف، وسبق لهم أن عاشوا حصاراً دام أكثر من خمسة أعوام، تدرج من الحصار التام بداية عام 2013، ثم حصار جزئي في 2017.
بعد تهجيرها من منطقة الحولة في ريف حمص الشمالي، لجأت عوائل إلى بلدتي الفوعة وكفريا اللتين واجهتا نفس المصير. وخرجت تلك الأسر يوم أمس الجمعة في مظاهرة ضد حركة "أحرار الشام" التي طالبت بإخلاء منازل في البلدتين.
في أول أيام عيد الأضحى، واصلت قوات النظام السوري قصف مناطق في ريف حماة الشمالي وجنوبي إدلب، فيما سقط قتلى وجرحى نتيجة تفجيرات وعمليات اغتيال جديدة في هذه المناطق.
نظم مهجرون من الغوطة الشرقية وقفة في مدينة معرة النعمان، جنوب إدلب، شمالي البلاد، تزامنا مع الذكرى الخامسة لمجزرة الكيميائي في الغوطة التي وقعت بتاريخ 21 آب/ أغسطس 2013، حين شن النظام السوري هجوماً بغازات سامة على الغوطة الشرقية
بعد وصولهم للشمال السوري، يواجه مهجرو القنيطرة ودرعا الذين يقارب عددهم ثمانية آلاف شخص مشاكل عدة. فالشمال السوري وصل لحالة من الإنهاك بعد استقباله أكثر من 110 آلاف مهجر من مناطق ريف حمص والغوطة الشرقية وجنوب دمشق والقلمون الشرقي.